Annons

جارٌ مجاور: عاد النور إلى ريم

Värmland "لقد حان الوقت" هكذا أخبرت ريم زوجها عن الحقائب الموجودة في البهو، والتي عاشت في السويد لمدة عام، لقد حان وقت إفراغ الحقائب.

(من هو جارك؟ هو الشخص الذي تقابله يومياً في الفناء أو عند السلالم. تودُّ صحيفتنا هيم أوك هيرا مقابلة مستأجرين عاديين في وسط السويد. فهل لديك جار تقترحُ أن نكتب عنه؟ 

ماذا جلبتم معكم من سوريا؟

– كان لدينا أربع حقائب سفر وحقائب ظهر، فقد بعنا كل شيء كان في منزلنا وجلبنا فقط الملابس والصور وأشياء تذكارية ودمية ابنتي وبعض الكتب، كان لدي مكتبة تضمُّ 400 كتاباً لكني اخترت أن أجلب معي عشرة كتب واثنين من علب كرتون كتب الأطفال، الا أنهم بقوا في تركيا.

في تركيا؟

– لقد مكثنا في تركيا أنا وبناتي لمدة عام في تركيا عندما فرَّ زوجي إلى السويد. وهناك في تركيا بدأت في المشاركة في حياة الجمعيات حيث رتبت امرأة نرويجية مقهى للحياكة  للأرامل السوريات وكنت من المتطوعات، وكلما نجلس ونحيك سوية، نبدأ في التحدث مع بعضنا البعض عن الحزن الذي أصابنا ليُصبح المضوع علاجاً نفسياً. كنت سعيدة جداً هناك و شعرتُ بأنه يمكنني المساهمة في شيء جيد في وسط الوضع الشنيع هذا. 

ماذا حدث بعد ذلك؟

–  كان عليّ وبناتي القدوم إلى السويد من أجل لَمِّ الشمل مع زوجي، حيث تم تحديد مكانه في فوشهاغا 

– (Forshaga)، وعشنا في شقة مكونة من ثلاثة غرف، وفي البداية بكينا كثيراً لأنه كان من المدهش جداً أن نرى بناتنا بدأن الدراسة مرة أخرى بعد عام ونصف دون تعليم.

كيف تغيرت رؤيتك للسكن؟

– الاستقرار والامان هو أن يكون لديك مكان للعيش فيه، لكن الامان والاستقرار هو كالهواء،  إنه أمرٌ تعتبره لا بد منه ولا تفكر فيه، وعندما تخسره تقوم بتقيممه بشكل آخر وتفهم ما هو. 

لماذا استغرقَ الأمرُ بعض الوقت قبل رغبتك في تفريغ الحقائب الخاصة بك؟

– تفريغ الحقائب يتعلق بموضوعة الانتماء، فقد كافحت كل يوم للعثور على مكان، لقد درستُ القانون في سوريا وأحب دراسة القانون، ولكن هنا لم أستخدمه تماماً، إنهُ لشئ محزن لأنه يعدُّ جزءاً كبيراً من هويتي.

– أصبحت مشغولة بتعلم اللغة السويدية: انضممت إلى الكثير من الجمعيات لتعلم اللغة لأنني أردت أن أكون قادرة على التعبير عن نفسي كشخص مثقف، وامرأة تبلغ من العمر 43 عاماً، وليس كطفل. 

– بعد عام، أدركت أننا لن نتمكن من العودة إلى سوريا، لاننا استقرينا في الجنة: في بلد يَسمح للناس بالتصويت والتعبير عن آرائهم.

كيف قمتم بإعادة إنشاء منزل من جديد؟

– كان لديَّ الكثير من الأشياء الجميلة في سوريا،  لقد كنتُ صعبة الإرضاء. لقد كان لدينا شقة جميلة ومكلفة في دمشق، أما هنا فلم يكن لدينا أكثر من الاشياء القليلة التي قمنا بجلبها معنا، و أول شيء قمنا به هو شراءنا لزوج من الأكواب في محل للأشياء المستعملة التي ذكّرتنا ببعض الاكواب التي كنا نمتلكها، وعندما حصلت على راتبي الأول من الوظيفة التي حلصتُ عليها في مطبخ أحد المطاعم، ذهبتُ واشتريتُ أريكة. برتقالية! إنَّ الوان الأرائك في السويد تتراوح ما بين رمادية وسوداء، لكني أردت أريكة تذكرني بأشعة الشمس والحرارة.

أنتم على وشك الانتقال من جديد، متى سترتبون وتجهزون منزلكم هذه المرة؟

– على الفور! سننتقل إلى كارلستاد خلال ثلاثة أيام وسنبدأ في تفريغ الملابس وكل شيء في المطبخ ثم كتبي السويدية.

ما هو شكل الانتقال هذه المرة مقارنة بالسابق؟

– لا يوجد وجه مقارنة، نحن لا نهرب من أي شيء هذه المرة ولكننا ننتقل إلى شيء نحن نختاره و نسير في الاتجاه الصحيح ونبدأ حياة حقيقية جديدة.

هل لديك جار تودُّ أن نكتبَ عنه؟ اقترح هذا لـ: anna.rytterbrant@hemhyra.se.

Sana Aljazairi

Hem & Hyra صحفية ومترجمة لـ

sana@vnoga.com

Artikeln på svenska 

Fakta: حقائق: جارٌ قريب

الاسم: ريم عبد الستار

العمر: ٤٣ سنة.

العائلة: زوج وثلاثة أطفال. 

حول ريم: تخرجت من كلية القانون، وكان لديها شركة في دمشق مع زوجها الذي يعمل في مجال تقنية المعلمومات. سوف تنتهي قريباً من دراسة التمريض، وهي تشترك في العديد من الجمعيات من ضمنها جمعية إتحاد المستأجرين. 


Copyright © Hem & Hyra. Citera oss gärna men glöm inte ange källan.