مُستأجرون يَختفون دون أن يتركوا أثراً خلفهم -و المؤجرون يُطاردونهم خارج البلاد
لا يهم إن كانوا في مدينة تطلُّ على الساحل الأطلسي الجبليّ البارد في النرويج، أو مكان ما تحت شمس العراق الحارقة ففي كلا المكانين تنتهي المطاردة بالنسبة للمستأجرين في حدود مقاطعة سكانيا، هربوا وغادروا شققهم دون اية مراقبة تُذكر.
ليس هؤلاء وحدهم مسؤولين في إتخاذ قرار الاختفاء، حيثُ درسنا وبالتفصيل حوالي عشرين حالة تعودُ الى العام الماضي. واكتشفنا أنَّ عقود إيجارات تعود الى مالمو أو الى لوند أو الى بورلوف أو الى هيلسينجبوري، و لم يعودوا في السويد ، ولم يخبروا بقرار هجرتهم.
عادة ما يُكتشف أنَّ أمراً ما غير صحيح قد حدث في غضون بضعة أشهر، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يذهب الامرُ الى أبعد من ذلك بكثير، وقبل أن يتفاعل المستأجرُ مع الموضوع، لقد بحثنا عن العديد من الأشخاص المفقودين ولكننا لم ننجحُ في الاتصال بهم، وفي وثائق المحكمة وجدنا بعض الادلة لما حدث.
وجاء في قرار مت عندما طُرد رجل من سكنه في مالمو عند تواجده في تركيا ”أصيب بالمرض أثناء الرحلة وبالتالي لم يستطع العودة إلى السويد كما كان مخططاً لها”
وغالبا ما يتم اكتشاف العقود المتروكة عن طريق الصدفة، أوعندما يتأخر دفعُ الإيجار أو يتم الشك في وجود إيجار أسود ليؤدي الأمر هذا بدوره إلى بدأ عملية المراقبة، وفي بعض الحالات لا يعرف من هو المستاجر الذي يعيش في الشقة أو الذي يملكُ العقد المباشر، والذي ربما تمَّ تسليمهُ عقدَ الايجار على عدة مراحل سراً.
المنسق القانوني لارش غونار لارشون (Lars-Gunnar Larsson) يخبرنا بأنَّه بالامكان التعامل من الناحية القانونية مع المواضيع هذه على أنها إيجارات سوداء، لو تُركت او تمَّ انتقال شخص آخر إليها، بعد أن أضطرت شركة الإسكان MKB التابعة لبلدية مالمو إلى البحث عن العديد من المستأجرين المفقودين خلال العام الماضي.
– أعتقد أن الأمر يتعلق بنقص في فهم النظام لدى غالبية هؤلاء الأشخاص، إن الكثيرين لا يعرفون كيفية سير النظام، وبالاضافة قد تكون هناك ظروفاً شخصية.
وكي تتحقق الشركة من أن الشقة متروكة تنظر فيما إذا كان الإيجار قد دُفع وكما ينبغي، ومكان تسجيل الشخص في السويد، وكيف يبدو استهلاك المياه، وما إذا كان البريد فارغاً أو إذا كان مكوماً على الأرض داخل صندوق البريد.
– نرسل رسائل ورقية ورسائل بريد إلكتروني إذا كان لدينا عنوانهم، و إذا لم نسمع منهم أي شيء خلال ثلاثة أسابيع ، فسنقوم بأنفسنا بتنفيذ استعادة الشقة باعتبارها مهجورة.
ماذا يقول المستأجرون المفقودون عندما تعثرون عليهم؟
– نحن لا نعثرُ على الناس، فهم لا يردون علينا، ربما يكون الاتصال التالي الذي نحصل عليه هو عندما يعودون بعد خمس أو ست سنوات ويطالبون بشقة وبدلاً من ذلك يكتشفون أن لديهم ديوناً كبيرة، كما يقول لارش جونار لارشون.
لا يتفقُ جميعُ المستأجرين على رأي المالك، ففي هيلسينجبوري توجد شقة مكونة من ثلاثة غرف يسكنُ فيها رجل كبير في السن قام بإستئجارها منذ عشر سنوات، وبسبب تحقيق أجرته مصلحة الضرائب السويدية وضعته على بعد 800 ميل من السويد، في مدينة في فيتنام، وتعتقد مصلحة الضرائب أن هذا هو المكان الذي يعيش فيه، وتمَّ تم طرد الرجل وهو الآن يخاطرُ بخسارة منزله، ومن خلال أحد الأقارب تمكنّا من الاطلاع على قصته قصته، حيثُ تعتقد أن الرجل قد مضى على وجوده في فيتنام لفترة، لكنه لم يتخل عن فكرة العيش في سكانيا على الإطلاق.
– إنَّ الامرَ هذا صعب بالنسبة للمهاجرين الذين لا يعرفون اللغة والقانون بشكل جيد، حتى لو عاش هنا لفترة طويلة فقد يؤدي الفعل هذا فوضى حقيقية، و إذا كان عليه الانتقال الى السويد مجدداً، فسيكون بلا مأوى.
هل تعرف من أين يحصلُ المرءُ على مساعدة؟
يجبُ أن تكون مسجلاً في المكان الذي يعيش فيه، والذي يعتبر المكان الذي ينام فيه عادةً، المستأجرون الذين يتجاهلون الامرَ هذا يخاطرون بارتكاب جريمة قانونية، و إذا تم تأجير الشقة بدون تصريح أثناء تواجد المستأجر بالخارج، فهناك مخاطرة كبيرة بفقدان عقد الايجار.
إذن ما الذي يجب أن تفكر فيه كمستأجر إذا كنت تخطط للسفر إلى الخارج؟
المحامية في جمعية المستأجرين في جنوب سكانيا جوزفين ستينسون (Josephine Stensson) تجيب على تساؤلنا:
– لا يمكنُ اعتبارُ الشقة مهجورة إذا تم دفع الإيجار كل شهر، ويتطلب الأمر الكثيرَ ليتم القول أنه تم التخلي عنها أو تركها. ولكن إذا كنت لا تنوي الى العودة فيجب عليك إنهاء عقدك، أما إذا قمت بالتسجيل كمهاجر فسيقوم المتسأجرون بإنهاء العقد والقول إنك لستَ بحاجة إلى ذلك، ومع ذلك عليهم أن يتوجهوا إلى لجنة شؤون الايجار ليتمَّ البتُّ بالقرار والذي من الممكن أن يؤدي إلى انهاء عقد الايجار.
كما تحث على توخي الحذر عند استخدام مصطلح ”مهجورة” بخصوص عقد الإيجار.
– قد يكون المالك مسؤولاً عن الأضرار إذا قام بتأجيرها لشخص آخر فقد يحق للمستأجر الجديد الحصول على تعويضات لأنه يجب أن يفسح المجال للمستأجر السابق.
الدنمارك
بعد ست سنوات من توقيع المرأة عقداً في شقة مكونة من ثلاثة غرف في مالمو تمَّ اكتشاف أشخاص آخرين يعيشون هناك، ليتمكن المالك أخيراً و بمساعدة السلطات الدنماركية من العثور عليها على الجانب الآخر من أرَسوند (Öresund)، وتم إنهاء العقد وإجبار المستأجرة، التي غادرت السويد قبل عدة سنوات، على إعادة المفاتيح.
النمسا
قلّت مدفوعات زوجين في شقة مكونة من غرفة واحدة (ستوديو) في مالمو بعد بضع سنوات، ليكتتشف مالك العقار أن الزوجان غادرا البلاد قبل ثلاث سنوات، وتم إنهاء العقد وبدأ إجراءات المحكمة وأعاد المستأجران المفاتيح.
العراق
بعد خمس سنوات من انتقال المرأة الى السويد إكتشف المالك أنها لم تعد تعيش في الشقة ذات الغرف الثلاثة في مالمو، فقد حاولت تسجيل شخص آخر ليعيش فيها، فقدت المرأة عقدها بسبب تركها للسويد حيث أنها لم تعد بحاجة اليها.
الولايات المتحدة الأمريكية
بعد ثماني سنوات كمستأجر لشقة ستوديو في مالمو إنتقل الرجل إلى الولايات المتحدة الامريكية ليكتشف المالك بعد عام أن شخصا آخر يعيش فيها دون إذن وقام بإنهاء العقد، لم يتمكن المالك من العثور على المستأجر و قامت مصلحة الضرائب السويدية بتسجيله لاحقًا كمهاجر.
