Annons

المخرج من دائرة العنف كان محفوفا بالأفخاخ

Skåne تعرّضت صوفيا الى العنف البدني والنفسي من قبل زوجها، وعندما كان عمر ابنتها سبع أشهر حصلت صوفيا على مساعدة من جيرانها للهروب الى ملجأ النساء حيث عَلِقَتْ هناك ولمدة ١٤ شهراً، عندها جاء الحل من مكان غير متوقع.
Foto: Gry Ellebjerg

– أنا لم آت إلى السويد بسبب الحرب، اعتقدت أنني وجدت حب حياتي الذي صادف أنه يعيش هنا.

تعرفوا على بعضهما البعض من خلال صهرها في إيران، حيث عملت صوفيا كطبيبة، ولديها العديد من الأصدقاء في إيران وكانت مرتاحة ومنسجمة في حياتها. لدى زوجها تعليماً جامعياً وعملٌ جيدٌ في السويد، وتماما مثل صوفيا، جاء زوجها من إيران أيضا، ولكنه عاش معظم حياته في السويد. وقعوا في الحب وتزوجوا ومن ثم رافقته إلى السويد، وجلست من جديد في مقعد الدراسة وأكملت تعليمها هنا كي تعادل شهادتها وكان الهدف هو مواصلة العمل كطبيبة.

أَراد كلاهما أطفالاً في المستقبل، لكنهما اتفقا على الانتظار حتى تنتهي صوفيا من الدراسة وتبدأ العمل. وبعد عامين من الزواج، أصبحت صوفيا حاملاً حيث كان حملاً غير مخططٍ له، الا أنَّ عمرها قرّب على الـ 40 وأرادتْ الحفاظ عليه. أما زوجها فنصحها بالإجهاض، ولأنها لم تستطع إقناعه قامت بحجز وقت لعمل الاجهاض، وعندما جاء الوقت الفعلي لم تستطع القيام به، ومن هنا تم إطلاقُ رصاصة الايذاءِ النفسي.

– لم يكنْ يريد النوم معي وعاملني كما لو أنني كنت غير مرئية، قاطعني وتوقفَ عن التحدثِ معي حيث أصبحَ كشخصٍ مجهول. كان الامر غير مريحٍ حقا. وعندما كنت في الشهر السادس، لم أستطع الوقوف بعد الان وذهبت إلى إيران لأكون قريبةً من عائلتي.

 مفاجأة أخرى حلّت على صوفيا، عندما أرادت العودة إلى بيتها، حيث لم يسمح لها بمغادرة البلاد. ففي إيران يحق للزوج الفرض على زوجته ومنعها من السفر. وقد سافر زوجها بالفعل إلى إيران، دون علمها، وطلب حظرَ سفرها. قامت صوفيا بدورها طعن القرار وحصلت على حق السفر إلى السويد. ووفقًا لقرار المحكمة، لم يكن لزوجها أي حق قانوني لمنعها من مغادرة إيران لأنه يعيش في السويد.

– كنت مصدومة، كان هذا زوجي الذي تصرّف بهذه الطريقة. حاولت الاتصال به لكنه لم يرّد على الهاتف.

مفاجئة تالية كانت بانتظار صوفيا عند عودتها الى المنزل، الزوجة السابقة له وابنهما عادوا الى البيت ويعيشون معه الان.

– عندما وصلت إلى المنزل، قابلني زوجي بالغضب، كان غاضبًا من عودتي إلى السويد. قال إنه لا يريد أن يكون معي ولم يحبني أبداً. في إيران، من السيء للمرأة أن تُطلّق، والأسوأ من ذلك، إذا كانت المرأة حاملاً وزوجها لا يريد العيش معها. في إيران أيضاً، لدى الرجل قوةً عظمى، وفي معظم حالات الطلاق، يحصل الرجل على الأطفال. لقد كنت خائفةً جدًا لدرجة أنه سيأخذ طفلي بعيدًا عني. في وقت لاحق، لاحظت أنه كان يتوجب عليّ معرفة حقوقي في السويد، لم أكن أعرف أن المرأة بإمكانها العيش مع طفلها لوحدها ولم أكن أعرف حتى ما هي المساعدة الاجتماعية.

واصل زوج صوفيا تجاهلها كما بدا يُظهر المزيد من الاهتمام بالهاتف المحمول والنساء الأخريات اللاتي اتصلَ بهنّ حسب صوفيا. وفي إحدى الليالي عانت صوفيا من ألم شديد لدرجة أنها ذهبت إلى المستشفى، وهناك أنجبت الطفل بعملية قيصرية طارئة. بعد ولادة ابنته، لم يظهر زوجها أي مشاعر تجاه صوفيا أو ابنته بل على العكس من ذلك، قام بالتهديد بأخذ ابنته منها.

– لم أكن خائفة جداً في حياتي كلها. لم أكن أعرف ماذا أفعل، فقد يهدد بأخذ الطفل مني إذا ذهبت إلى إيران أو حتى إذا بقيت في السويد، كنت منهكةً نفسياً. فَحَصَ زوجُها هاتفها المحمول وحظرها أيضًا من الاتصال بالأصدقاء والعائلة في إيران. وبعد ثلاثة أشهر من ولادة ابنتها، وجدتُ أوراق الطلاق على الطاولة في المطبخ، وفي كل مرة يخرجُ فيها كان يتوقعُ أن يجدها مُوقعة عند عودته من المنزل.

قامت صوفيا وبيأس مطلق بإخبار جارها عن وضعها ونصحها بالانتظار والتوجه الى دائرة الخدمة الاجتماعية.

– لم أكن أفهم حقًا ما هي الخدمة الاجتماعية، لكنني ذهبت إلى هناك وأخبرتهم عن وضعي. سألوا فيما إذا كان زوجي يهدد طفلتي، لكنه لم يكن كذلك في ذلك الوقت، ليظنوا بعدها أننا نواجه مشاكل شخصية ونصحوني بأن أضع نفسي في طابور السكن. كنت حزينة جداً ومجهدة نفسياً، لم أكن أعرف ما الذي سيحدث لنا.

وجاءت نقطة التحول بعد شهرين في أحد أيام أغسطس 2015 الحارة. كانت صوفيا تقوم بإعداد العشاء وطلبت من زوجها الاشراف على ابنتها في هذه الأثناء، وفجأة سمعت صراخاً عالياً. تركتْ صوفيا كل شيء كان بين يديها وهرعتْ إلى ابنتها. حيث شاهدت إنه يحمل هاتفه في إحدى يديه بينما يدفع بالأخرى ابنته بقوة على الأرض.

– ”ماذا تفعل؟” صرختُ. ”توقفْ. إنها طفلةٌ صغيرة”. ثم أخذ يدي وقام بلويها. لقد سبب لي ألماً كبيراً لدرجة اعتقدتُ أنه كسرها. ثم صرخَ ، ”أخرجي يا حمارة من شقتي! لم أكن أريد عودتك إلى السويد. لقد قلت لك أنني لا أريد أن أكون معك ”.

أخذت صوفيا ابنتها وهرعتْ من الباب بسرعة متوجهة الى جارها لتطلب منه أن يتصل بالشرطة. قامت الشرطة بأخذ زوجها، لتأتي بعدها دائرة الخدمة الاجتماعية حيث وضعوا صوفيا وابنتها في ملجأ للنساء. لقد وصلت صوفيا وابنتها إلى ملجأ النساء وبالملابس التي يرتدوها فقط، فقد حصلوا على غرفتهم الخاصة التي تبلغ مساحتها 10 أمتار مربعة، وتشاركوا في المرحاض والحمام والمطبخ وغرفة التلفزيون مع النساء والأطفال الآخرين. وعندما يكون المكان محجوزاً بالكامل، يصل عدد النساء الى 6 نساء وضعفها عدد الأطفال.

– من الصعب العيش في ملجأ للنساء لأن المكان ليس شقتك الخاصة، ولأنها ليست حياتك فأنت تعيش مع غرباء وبصورة مفاجئة، مع أشخاص لديهم مشاكل كبيرة وعليك مشاركتهم كل شي. المكان مزدحم ومليء بالضوضاء في كل وقت، لكنه كان مكانًا جيدًا لي ولابنتي. لقد حصلنا على الكثير من المساعدة، وتعلمتُ أن أكون قوية هناك، تحدثوا معي كشخص عادي.

وخلال وقت جريان العملية القانونية، لجأتْ صوفيا إلى الخدمات الاجتماعية لطلب المساعدة في الحصول على سكن. لكن الخدمات الاجتماعية قيمت أنَّ صورة التهديد ضدها لم تكن قوية بما فيه الكفاية، مما يعني أنها اضطرتْ للبحث عن شقة بمفردها. كانت صوفيا جديدة في السويد أيضًا ولم تكن مسجلة في اي قائمة انتظار للسكن، أي أنَّ كل احتمالاتها سيئة. تلقتْ صوفيا معلومات من الخدمات الاجتماعية حول كيفية التصرف من اجل الحصول على شقة، كما أعطوها شهادة بأنهم يضمنون الإيجار.

بحثت صوفيا عن العديد من الشقق لكن العروض التي كانت تحصل عليها فقط هي عقود ايجار بالاسود. وكان غير ممكن الحصول عليه بسبب دفع الخدمات الاجتماعية للإيجار. وبعد العيش في ملجأ النساء ولاكثر من عام واحد عرضت الخدمات الاجتماعية على صوفيا سكنا مؤقتا.

–  وصلنا إلى ممر به خمس غرف وحمام ومرحاض، كنا خمس عوائل نتشارك في المكان. كان المكان قذرا جدا. قلت لا أستطيع العيش هنا. كنت أعرف أنني لا أستطيع العيش هناك. شعرت أنني سأموت إذا انتقلت إلى هناك.

وأخيراً إتصلت صوفيا هاتفيا بأقاربها في إيران. قرروا مساعدتها وجمع الأموال لها حتى تتمكن من شراء منزل رخيص، أصبحت عملية الشراء معقدة لانَّ جمعيات الإسكان لم توافق على عضوية صوفيا بسبب عدم وجود دخل ثابت. لم يكن بالإمكان إكمال عملية الشراء إلا عندما قامت صديقة جيدة بكفالتها، وفي يناير 2017 ، انتقلت صوفيا وابنتها إلى منزلهما الجديد.

– لمدة عام ونصف العام لم نكن على قيد الحياة، وأصبحنا على قيد الحياة منذ حصولنا على منزل جديد. وفجأة لم تكن هناك أصوات مزعجة ولم نكن محاصرين من قبل الناس على مدار الساعة. لقد تخلّصنا من كل شيء. لم يعد علينا المشاجرة حول البرامج التلفزيونية التي سنشاهدها. نحن نستيقظ عندما نريد بهدوء وبسلام. أنا يقنة بأن أمامنا طريق طويل قبل أن نشعر بالراحة ولكن الآن لدينا فرصة للشفاء. أفكر أحيانًا بما الذي قد يحدث لو لم يكن لدي عائلة يمكنها إقراضي المال.

Sana Aljazairi

صحفية ومترجمة لـ Hem &Hyra

sana@vnoga.com

Artikeln på svenska 


Copyright © Hem & Hyra. Citera oss gärna men glöm inte ange källan.