تقول المؤلفة عن مافيا الضواحي: ”تجري حالة متطرفة منذ زمن وبصمت”

زرعتْ عائلةٌ في هاماركولين (Hammarkullen) في يتبوري ومنذ سنوات الخوف في المنطقة، و تكافحُ السلطات الآن لاستعادة السلطة في المنطقة، شارعاً شارعاً.
إنها حقيقة خيّمتْ على الحياة اليومية للعديد من المستأجرين العاديين في الأحياء الشمالية الشرقية من المدينة، وهي أساس كتاب الصحفية يوهانا باكستروم ليرنيبي (Johanna Bäckström Lerneby) الذي يحمل عنوان العائلة حيث توثّقُ فيه شبكة عائلة أنشأت نظامها القانونيّ الخاص.
– يدور الكتاب حول عائلةٍ تشبهُ المافيا، استولت بالتهديد والعنف على منطقةٍ بأكملها، ولكنه يدورُ أيضاً حول تكاتفِ السلطات لمكافحة المشكلة هذه، حيثُ سَمِع الكثيرون عن ”المجتمعات الموازية”، وقد تبدو الكلمة هذه غامضة إلى حد ما الا أنّها تأمل في أن يكون شكل المجتمعات هذه ملموساً للغاية، كما تقول.
هل هذا شيء فريد لهاماركولين؟
– في الحقيقة لا، لقد عرضت هذا الوضع في كتابي بالذات لأنني أتابع هذه العائلة منذ سنوات عديدة، لكن المشاكل هذه موجودة في جميع ضواحي السويد، إنّها عائلات قوية تبني شبكات علاقات وتكتسب القوة، وعلى الرغم من أنني لا أعرف بالضبط من هم أو كيف يبدو الأمر هناك، فيؤكد شخصٌ ما اخترت التحدث عنه أيضا الصورة هذه، فهو يتحدث عائلات عديدة تمتازُ بالقوية مثل عائلاتهم، وأنه اضطّر إلى الذهاب إلى مالمو ويونشوبينج وأوبسالا للتوسط في النزاعات التي لا تعلم بها الشرطة.
كيف يتأثر المستأجر العادي بهذا؟
– هناك مَنْ تأثر بشكل مباشر وتعرض للعنف أو التهديد من قبل شخص أو أحد أفراد الأسرة، ل ما أعنيه أن الجميعَ قد يتأثرون، فكلُّ من يعيش – على سبيل المثال- صاحبُ محل في الساحة هناك اضطرَّ إلى الإغلاق بسبب تعرضهِ الى الابتزاز، وفي المدرسة، يساهم الأقارب بإنشاء الفوضى والعنف، كي تُجبرَ أنتَ على إرسال أطفالكَ إلى مدارس بعيدة عن مكان عيشك حتى تتمكن من منحهم السلام والهدوء، ويمكن أن تكون أيضاً أشياء ملموسة جداً، مثلاً قال لي أحد سكان المنطقة إنه لا يستطيع الدخول من بوابة بيت عمارته لأن المخدرات تباع هناك و كان عليه أن يأخذ بوابة أخرى للدخول إلى منزله، فالسكان يتأثرون على صعيد العديد من المستويات بحقيقة أن شبكة إجرامية تحكمُ الوضع، والشيء المُروِّع هو أنهُ أصبح من الطبيعي بالنسبة لهم أن يفعلوا ذلك، فقد أُجبروا على التعود على الوضع هذا.
هل هي محضُ مصادفة أنَّ هذا النوع من المشاكل يحدث في مناطق مثل هاماركولين؟
– لا، من الأسهل بكثير تولي السلطة هناك، فالناس الذين يعيشون فيها معرّضون بالفعل الى الخطر، ويفتقرُالكثيرون الى كيفية عمل المجتمع السويدي كما أنَّ ليس لديهم شبكات اتصالات سويدية. فالبعض مثلاً فرّوا من الحرب وبقوا حاملين الصدمة معهم، والقلّة القليلة منهم من حصلَ على وظائف وسُبُلٍ للعيش، كما يأتي الكثيرون أيضاً من أماكن تحكمها العشائر ولا تستطيع التفاعل معها، وللبعض تجارب سلبية مع الشرطة.إنهُ أمرٌ سهلٌ للغاية أن تتولى السلطة في مناطق كهذه، فهؤلاء الأشخاص لديهم رأس مال كبير للعنف أيضاً وفي الحقيقة فهم لا يترددون في ارتكاب جرائم عنيفة خطيرة. وعلى الرغم من أن لديّ ظروف عيشٍ مختلفة تماماً عن العديد من أولئك الذين يعيشون في هماركولين، إلا أنني كنت سأصغي وأفعل كما يُقال لي لو عشتُ هناك.
قبل بضع سنوات، تمكنت الأسرة من تغيير الأقفال الخاصة بقبو العمارة السكنية بأكمله لبيع المخدرات، دون قيام شركة الإسكان التي تملك العقار اي شئ. وتخبرينا أيضاً أنَّ مركز الاستجابة للطوارئ التابعه للبلدية يتجنب الذهاب الى عناوين يتم تقديم الشكوى ضدها لأنهم لا يتجرأون. ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لاستمرار النشاط الإجرامي؟
– أعتقد أنهُ من المهم للغاية أن يتخذّ المجتمع موقفاً ويضعَ علامة ضد هذا النوع من إساءة استخدام السلطة، أنا أفهم أنك كفرد، كمدير عقارات، على سبيل المثال، لا تجرؤ على مواجهة هذه العائلة بنفسك، ولهذا يجب أن يكون لديكَ فهم إنسانيّ لوضع عمل الناس. بعد ذلك عليك رفع المشكلة إلى مستوى أعلى في المنظمة، ولا يمكنك الاستسلام فقط. إنَّ شركات الإسكان تلعبُ دوراَ مهماَ للغاية، وحدث هناك تغيير كبير منذ تعاون السلطات مع بعضها البعض لمكافحة اجرام العشائر، أنا على علم بأنَّ إدارة شركة الإسكان لا تشاركني الرأي، فهم يعتقدون أنهم تصرفوا وبشكل جيد حيال القضية هذه.
تتعاون سلطات مثل مصلحة الضرائب السويدية ووكالة التأمين الاجتماعي السويدية والجمارك السويدية الآن للوصول إلى الأنشطة الإجرامية للعائلة. كم من الوقت يستغرق لتحسين الوضع لسكان هامركولين مرة أخرى؟
– وقتا طويلا للغاية، لكنني، في الحقيقة، أعتقد أن الطريقة التي تعمل بها السلطات الآن من حيث الاجتماعات وتبادل المعلومات حول العشيرة هذه، فعّالة، فليست الشرطة وحدها هي التي تشهد على ذلك، كما تتحدث الاسر عن مدى صعوبة ذلك، أعتقد أنَّ طريقة العمل هذه لها تأثير.
إذا انتقل أحد أقاربك إلى يتبوري وحصل على شقة في هاماركولن اليوم، ما هي النصيحة التي تقدميها للقريب؟
– نعم ماذا يمكن للمرء أن يقول؟ سؤال جيد … ربما لا يوجد هناك خيارات كثيرة فهناك نقص في المساكن وعليك أن تأخذ شقة حالما تحصلُ عليها، ويجب أن نتذكر أيضاً أن هناك 50000 شخص يعيشون في آنيريد و 6000 في هاماركولين، بالطبع من الممكن العيش هناك، و لكن إذا كان لدى القريب بديل آخر، كنت سأوصي به.
هذه عائلة لا ترتكب جرائم وتستخدم العنف فقط، فهم يهددون الشهود أيضاً، وبالتالي فقد عطلوا القضاء. ألم يولّدُ هذا الخوف ليدك؟
– اخترت عدم الحديث عن الأمن أمام الملأ، لكن الإجابة المختصرة هي لا ، لمْ أخفْ، و لا اريد إضافة المزيد.
مالذي تريدين الوصول اليه من الكتاب هذا؟
– ألاحظ أنه العمل يحدث بالفعل، ونحن نتحدث عن المشاكل هذه، والوضع المتطرف الذي كان يحدث في صمت لسنوات عديدة، لم يعد تحت الطاولة، و لا ينبغي إجبار الناس على العيش بالطريقة هذه، كما يجب التعامل والتصرف مع عائلات المافيا وعد تركهم لمجرد أنهم يعيشون في الضواحي.
إقرأ المقال بالسويدية