ملاجيء النساء المُعنَّفات – صناعة غيرُ مُنظمَّة للشركات الربحية
سناء إمرأة شابة -أطلقنا عليها التسمية هذه- تعيش في ظلِّ تهديدات بالقتل وعليها البقاء بعيدة عن الجناة، فهي تعيشُ في بلدية صغيرة في مكان ما في السويد، ولا تقوم بأيّ عملٍ تقريباً سوى الذهاب الى التسوّق مرة واحدة في الأسبوع، أو التجوّل ولكن مع موظفين من الملجأ، و تقضي سناء وقتها المتبقي بين الجدران، وجهاز التلفاز، وآلة تمرين، وأثاث ريفي منذ السبعينات.
سناء ليست الوحيدة التي تعيش مثل التهديدات هذه، حيثُ يُظهرُ أحدثُ استطلاع أجراه المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية (Socialstyrelsen)، بين أغسطس 2018 ويوليو 2019، عن أنَّ ما لا يقلّ عن 12700 إمرأة تعيشُ في ملاجيء ذات عناويين محميّة لمدة عام واحد، وأنَّ نصفهم تقريباً من الأطفال، ويظهرُ الاستطلاعُ هذا زيادة في عدد البالغين بنسبة 38 في المائة وتضاعف عدد الأطفال تقريباً مقارنة بالاستطلع الذي تمَّ في عام 2012.
ولا يُعرف سبب الزيادة هذه، ولكنه من الواضح أن الجهات الفاعلة الخاصة، قد اكتشفت إمكانية تقديم السكن والدعم، مقابل المال ايّ بين 1000 و 2500 كرون للشخص الواحد في الليلة الواحدة.
ووفقاً للاستطلاع، ففي عام 2012 كانت 8 في المائة من المنازل تديرها شركات خاصة، و بحلول عام 2019، زادت حصتها في السوق إلى 37 في المائة، ولأنها غالباً ما تكون أكبر من ملاجئ النساء غير الربحية والمساكن التابعة للبلدية، حيثُ تمثل ما يقرب من نصف عدد الأماكن.
وتعيش سناء في أحد هذه المساكن الخاصة، وهو مبنى سكني عادي مجهول، و ليس لديها اتصال مع الجيران، بالتأكيد، وعندما طرق مراسل هيم اوك هيرا على الباب دون سابق إنذار بدأ قلبها ينبضُ وبسرعة، كما تقول.
ترغبُ سناء بوصف الامور التي مرّت بها رغمَ أنها لا تستطيع الخوض في التفاصيل ، وعادة ما تجيب بشكل مختصر وقصير: ”للأسف، لا أستطيع الخوض في ذلك”.
– صورة التهديد الخاصة بي معقدة للغاية، فهو متعلّقٌ بقضايا الشرف قليلاً واشياء أخرى لا استطيع الخوضَ فيها.
نجلس على جانبي طاولة غرفة المعيشة المصنوعة من خشب الصنوبر، و على رأس الطاولة يوجد القرآن.
حيثُ ينشأ صمت متوتر على إجابات سناء المقيدة والمتوازنة بعناية.
– ليست عليّ الابتعاد عن العائلة فقط وإنما لديّ الكثير الذي أريد أن أفعله، لكني لا أستطيع بسبب صورة التهديد التي تعرّضتُ اليها.
السوق اليوم غير مُنتظم ولا يوجد إشراف مُنظّم، و قد وصلت حوالي مائة شكوى وتقرير إلى إيفوIVO ، مفتشية الصحة والرعاية السويدية العام الماضي، من بينها الابلاغ الذي يُسمى بـ ليكس سارة* ضد دائرة الخدمات الاجتماعية في يسلافيد.
ويتعلقُ الأمر بامرأة أُجبرت على الانتقال من منزلها إلى سكن المدير/ المديرة حيثُ تعرضت الى عنف نفسي وجسدي لفترة طويلة، ولم تجرؤ على إخبار سكرتيرتها الاجتماعية، بحسب التقرير.
– الموظفون على دراية بسبب طلب النساء الى الحماية وبإمكانهم تهديدها سرّاً، و بعد أن انتهينا من تنسيبها هناك ، جاء المدير/ المديرة بأكاذيب مباشرة لأولئك الذين هربت منهم، وعرّضها/عرّضتها لخطر أكبر، كما يقول أندرش هولمكفيست، رئيس وحدة البالغين في بلدية يسلافيد.
وفي حالة أخرى، في سودِرتاليه ، طالب الموظفون النساء بدفع تكاليف للسكن، على الرغم من أن البلدية مسؤولة عن الرسوم اليومية، و تعرضن للتهديد بأن تستولي البلدية على اطفالهنّ لو رفضنَ الدفع، بحسب تحقيق دائرة الخدمات الاجتماعية.
و تقاريرَ وشكاوى عديدة أخرى تتعلق بانعدام الأمن وانتهاك الموظفين للسرية، والبعض الآخر يتعلق بالمعايير المتدنية، يكشفُ تحقيق هيم اوك هيرا.
تقول ماريا فيشر، التي تدير ملجأً ذو عنوانٍ محمي بشكل خاص، وشبكة معاً ضد العنف في العلاقات (Tillsammans mot våld i nära relation)، إنَّ معظم الأشخاص العاملين في المجال هذا جادون، لكن هناك مخاطر واضحة.
وتعتقد أنَّ هناك حاجة للتنظيم والرقابة، كما هو الحال بالنسبة لمبادرات الخدمة الاجتماعية الأخرى التي تمَّ وضعها خارج اعمال البلدية. هذا الاقتراح وغيره موجود على طاولة وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عام 2017، الاّ أنَّ الامد طال على الرغم من قناعة الجميع بوجوب تفعيله.
وبالنسبة إلى سناء، فإن السعي وراء حياة طبيعية بشكل معقول يتحقق من خلال الحصول على سكن خاص، فهي تكتب رسائل بانتظام إلى بلديات بعيدة عن منزلها السابق ولم تجد حتى الآن سوى جواب النفي بعدم وجود سكن متاح بسبب أزمة السكن.
– لا أتمنى أن يعيش ألدُّ أعدائي بهذا الشكل، ومع ذلك، أنا ممتنة لأنني حصلت على الحماية والسكن، وإلا لما كنت على قيد الحياة اليوم.
وبعد لقاء هيم اوك هيرا مع سناء، تمَّ قتلُ خمس نساء في وقت قصير، والرجال هم من يشتبه في ارتكابهم جرائم القتل هذه في جميع الاحوال .
إن تصريح سناء بأنها لم تكن على قيد الحياة اليوم لو لم يكن لديه ملجأ للحماية، يبدو وكأنه حقيقة محتملة.
- أخبري أي شخص بما تتعرضين له، صديق أو شخص من الخدمات الاجتماعية أو جهة اتصال رعاية أو شرطة أو الطوارئ / خط المساعدة.
- لن تكوني قادرة على تغيير تصرفات شريكك الذي يسيء معاملتك، بالرغم من انك لا تشعرين أنه يمكنك تركهُ الآن، خططي للمستقبل.
- إحفظي التهديدات عن طريق الهاتف أو الرسائل النصية أو ارسليها إلى الأصدقاء لحفظها.
- وثقي ما يحدثُ من يوميات وقومي بتصوير أي ضرر.
- لا تستسلمي – ستجدين القوة للمغادرة!
- رقم الخط الوطني لحماية المرأة: 020505050، المكالمة مجانية ولا يمكن التنصت عليها.
- أخبر شخصاً ما عن مشاكلك للحصول على مساعدة في حلّ العدوانية، كصديق أو خدمة اجتماعية أو جهة اتصال رعاية أو شرطة أو الطوارئ / خط المساعدة.
- تحمل المسؤولية وقم بتغيير سلوكك من خلال العلاج بالكلام.
- اتصل بالشرطة وأبلغ عن نفسك للحصول على المساعدة بأسرع وقت ممكن.
- لا تستسلم – يمكنك التغيير
- رقم الخط الهاتفي الوطني:020555666.
المصدر: KVINNOHUSET في اوريبرو.
*الابلاغ عن ليكس سارة، هو الابلاغ او الشكوى عن سوء سلوك خطير او معاملة في الأنشطة التي تقدمها دائرة الخدمات الاجتماعية، وتُقدّم الى IVO.