ملفات العقود السوداء: استخدام شقة في ليكساند لتبادل مزيّف

كشفت جريدتنا (هيم اوك هيرا) في تقرير سابق، عن أنَّ فيلا واقعة في مدينة Eskilstuna، تُعدُّ مركزاً لعقود بيع وشراء العقود السوداء في ستوكهولم، الاّ أنَّالتجارة السوداء لها أوجهٌ عديدة، ومن هذه الاوجه أو التجارب التي مرّت بها شركة HSB Hyresrätt في دالارنا في وقت سابق من العام هذا.
ويوجد، كما هو الحال في ليكساند، نقص في السكن في البلديات المجاورة لدالارنا، حيثُ يَضطرُّ الفردُ إلى الانتظار لمدة لا تقلُّ عن عامين وقد تنتهي بحصوله على شقة ذات غرفة واحدة (ستوديو)، حسب المنطقة المراد العيشُ فيها، وبالمقارنة مع ستوكهولم، فإن ليكساند يُعتبرُ مكاناً سكنياً خالصاً.
أدَّتْ الصعوبات في الحصول على شقة في العاصمة إلى تبلور سوق غير قانوني كبير حيث يربحُ كلٌّ من الأفراد والمالكين والسماسرة السود وأصحاب الجريمة المنظمة الكثير من المال من خلال بيع عقود الإيجار بالأسود.
فَثَمنُ الحصولِ على عقد إيجار لمنزل مكوّن من غرفتين وسط العاصمة ستوكهولم يُكلِّفُ حوالي نصف مليون كرونة، الموقع والمستوى القياسي بالاضافة الى مستوى الإيجار هو ما يحدِّدُ سعرها، وسابقاً كان يُعتبرُ بيع عقد الإيجار جريمة الا أنَّ المشتري، في الوقت الحاضر، يُعتبرُ مذنباً أيضاً ويُصنفُ على أنه مرتكبٌ للجريمة على حدٍّ سواء.
الجزء المهم من هذا العرض هو أن أولئك الذين يرغبون في شراء عقود الإيجار يقومون بتسجيل أنفسهم في عناوين لا يعيشون فيها، للحصول على شقة والقيام بالتبادل.
آكسل وفيليب(أسماء وهمية) شابان لديهما خطة استبدال شقة ستوديو في ليكساند بأخرى مكونة من ثلاثة غرف في إحدى ضواحي ستوكهولم، المنطقة بعيدة كلَّ البعد عن سخونة سوق الإسكان في ستوكهولم، ويبقى وقت الانتظار لشقة من ثلاث غرف مايزال معدله في المتوسط 10.4 سنوات هنا.
ولم يرغب كلٌّ من فيليب وآكسل التحدث إلينا الاّ أنه ومن خلال وثائق علنية تابعة لمجلس شؤون الإيجار معلومات واردة من مصلحة الضرائب السويدية، تمكنا من معرفة سريان الامور.
البداية هي في مايس 2019
قام آكسل بتسجيل عنوانه لدى فيليب في شقة مكونة من ثلاث غرف في الضواحي.
في نفس العنوان كان هناك شخصٌ آخر مسجل في ذلك الوقت، وهو شقيق فيليب الصغير الذي نعتبرهُ شخصية داعمة في هذه القصة، حيثُ عاشا سوية في نفس الشقة، أوعلى الأقل كانا مسجلين فيها لمدة عشر سنوات.
ولا يُعرف بالضبط اين عاش الاخوين على وجه التحديد، الاّ أنه ومن الواضح أن فيليب سجّلَ في عنوان جديد قريب بعد ستة أشهر اي في أكتوبر 2019، حيثُ أصبح المنزل الجديد على الورق على الأقل، في شقق تمليك عاشت فيها امرأة لأكثر من عشر سنوات.
التحضير
وفقاً لأكسيل، حدث ما يلي:
إقتراح عمل: تلقى آكسل عرضاً للعمل في ليكساند، ووافق عليه، حيثُ أستقال من وظيفته في منطقة ستوكهولم وقام بترتيب سكن في بلدية دالارنا، شقة ذات غرفة واحدة لدى HSB Hyresrätt في دالارنا ففي نهاية شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام، تمَّ التوقيع على عقد الإيجار وفي الأول من نيسان/ أبريل سيكون بإمكانه الانتقال اليها.
الرسالة المحزنة: اكتشف أنَّ الوظيفة اعطيت فجأة إلى شخص آخر و لحسن حظه أستعادَ وظيفته القديمة في منطقة ستوكهولم
الحل: هو في رغبة فيليب في أن يكون من سكنة ليكساند، الا أنَّ مشكلة واحدة تتعلقُ في الشقة في ليكساند، ولكن اتضح أن لها حلاً ايضاً، وكما لو كان بالصدفة هو انتقال فيليب إلى دالارنا بعد أن عاش في المدينة الكبيرة طوال حياته التي تزيد عن 30 عاماً، ورغبته في تغيير عقد إيجاره في الضواحي إلى ستوديو في ليكساند.
نعم، لقد قرأتم ذلك بشكل صحيح، فهو يريد تغيير عقد إيجاره، لأنه على الرغم من أنه مسجل رسمياً في عنوان آخر، شقة تمليك، فقد احتفظ بعقد الإيجار.
الطلب: تمَّ اجابته بـ لا، وبعد أسبوع واحد فقط من توقيع آكسل على عقد الإيجار في 6 من شباط/ فبراير تقدم بطلب للتبادل لدى HSB، والذي أجاب بـ لا ولتتمكن من تبديل شقته عليه أن يعيش في شقته لمدة عام على الأقل.
الاّ أنَّ هناك استثناءات للقاعدة هذه وتتلخصُ في وجود أسباب قانونية خاصة، كوفاة أحد أفراد الأسرة أو أنه بسبب البطالة لا يمكنه فجأة دفع الإيجار، ويُشترطُ حدوث هذا في أثناء فترة إيجار الشقة، آكسل لم ينتقل إلى الاستوديو.
مجلس شؤون الايجار
حيثُ يريد حقاً حلَّ التبادل ولهذا توجه الى مجلس شؤون الايجار لتبت بالحكم.
وعُقدَ في أبريل اول اجتماع مع وجود الممثل القانوني لـ HSB الذي كانَ صريحاً في رفضه: بِصرف النظر عن حقيقة أن آكسل لا يفي بشرط السنة الواحدة، فإنَّ HSB لا يعرف ايَّّ شئ عن الشخص الذي سيحصل على الشقة، أي فيليب الذي لمْ يكن حاضرا أثناء الاجتماع و لاتملك HSB ولا لجنة شؤون الايجار أي معلومات عنه.
لكن وقبل كل شيء: تعتقد HSB أن الأمر يتعلق بتبادل مزيف مقابل المال.
وهذا ما كُتِب في المحضر أو البروتوكول بعد اجتماع المجلس:
وتُعارضُ شركة (HSB Hyresrätt i Dalarna AB) آكسل الذي حصل على وظيفة في ليكساند و فيليب الراغب في تغيير الشقة والانتقال إلى ليكساند مع الاخذ بنظر الاعتبار أنَّه مُستقر ويعيش في منطقة ستوكهولم منذ مدة طويلة و تعتقد الشركة نفسها أنَّ معاملة التبادل تحتوي على معلومات خاطئة، ويدور الموضوع حول ”تبادل مزيّف”.
ومن ناحية أخرى يواجه آكسل مشاكل كبيرة في التحدث عن قضيته أمام لجنة شؤون الإيجار ويبدو حائراً ومرتبكاً حينما تُخبر الشركة اللجنة أنَّ فيليب مُسجّل الآن في عنوان مختلف عن الشقة التي يُراد التبادل بها، ويجيب آكسل إنَّ ليس لديه أدنى فكرة عن هذا.
ولا يستطيع آكسل الإجابة عن سبب رغبة فيليب في تغيير شقة ذات ثلاث غرف في منطقة ستوكهولم والانتقال إلى شقة أصغر بكثير في ليكساند.
يَدعي آكسل أيضاً أن التغيير قد تمَّ بموافقة الشركة المؤجرة اي من قبل Stockholmsvärden ليتبيّنَ أنها كذبة عندما تتحقق جريدتنا من المعلومات لاحقاً.

القرار سهل
بالنسبة لجنة شؤون الإيجار أصبحَ القرارُ بسيطاً وتم رفضُ طلب آكسل على أساس أنه لا يعيش في الشقة على الإطلاق ولا يملك سبباً معيناً للتغيير.
– لم نتحقق أبداً فيما إذا كان الأمرُ يتعلقُ بتبادلٍ زائف مقابل المال لأن شرط الإقامة لم يتم الوفاء به، حيثُ تقدم بطلب للتغيير قبل أن يتمكن من الانتقال إلى الشقة، كما يقول مستشار الايجار أندرش جوستافسون.

”تبادل مزيف سيئ التخطيط”
المحامية العقارية والخبيرة في التجارة السوداء في شقق الإيجار سارة بيوركيهولم (Sara Björkeholm) تأكدت تماماً من قضيتها بعد قراءة المستندات التابعة لِلَجنة شؤون الإيجار
– هذا بالتأكيد تبادلٌ مزيف، بالاضافة الى أنه مخططٌ بشكلٍ سيء ويرجع ذلك أساساً إلى أن آكسل لم ينتقل حتى إلى الشقة في ليكساند، وتواصلُ قولها إن أسباب فيليب للانتقال إلى ليكساند غير واضحة.
وتؤكد سارة بيوركيهولم أنه حتى لو أعطت لجنة شؤون الايجارات موافقتها لما كانت كافية حيثُ يتطلّبُ الامرُ موافقة صاحب الشقة المكونة من ثلاث غرف في الضواحي (لاعب رئيسي في سوق الإسكان).
– ولا أعتقد أنهم يفعلون هذا.
هل من الشائع استخدام شقق ايجار في ضواحي المدن للحصول على عقود الإيجارات في ستوكهولم؟
– لا، لكني أعلم أن ذلك يحدث، تقول سارة بيوركيهولم.
آكسل: ”لا أريد التحدث عن ايّ شئ”
ويُعتبر كلٌّ من سارة ومستشار الايجار أندرش جوستافسون الوحيدين اللذين يرغبان في التعليق على هذه القصة، حتى فيليب قطع تواصله معنا على الرغم من محاولات (هيم اوك هيرا) التواصل معه، وقررت شركة السكن HSB عدم التعليق على أي شيءأيضاً، ومع ذلك ، يجيبنا آكسل عندما نتصل به بشكل مختصر:
– لا يوجد شيء أريد التحدث عنه ولا أريدك أن تكتب حول هذا الموضوع.
تعتقد شركة HSB أنَّ هذا التبادل بين الشقتين مقابل اموال غير شرعية او سوداء؟
– هممم، ولكن لا توجد اوراق ثبوتية عن هذا الموضوع، يجيبنا آكسل وينتهي المحادثة.
وأخيراً في أواخر مايو كانت أسماء فيليب وأخيه الصغير على لوحة الاسماء في العمارة السكنية ولكن عندما ذهبت (هيم اوك هيرا) إلى المنزل مرة أخرى في سبتمبر كانت الاسماء مختفية.
- تم تشديد قانون الإيجار- في الأول من أكتوبر من العام الماضي- في نقاط عديدة من بينها، يجب أن تكون مقيماً في عنوان محدّد لمدة عام على الأقل قبل أن يتم تغيير الشقة، بالمقابل بالامكان منح استثناءات للقاعدة هذه إذا كانت هناك أسباب خاصة.
- التغيير في القانون يعني أيضاً أنه من غير القانوني الآن شراء عقد أسود، وفي السابق فيعتبر البائع الشخص الوحيد الذي يُتهم بإرتكابه للجريمة، وتتراوح مقياس العقوبة لشراء عقد إيجار من غرامة يومية إلى عقوبة السجن التي تصل لمدة عامين.
- أي شخص يبيع عقد إيجار يتعرض لغرامة يومية أو السجن لمدة تصل إلى أربع سنوات.
- حتى أولئك الذين يتوسطون في مثل هذه الصفقة فيصنفون على أنهم من مرتكبي الجريمة نفسها.
إذا كان لديك عقد إيجار لمدة عام واحد على الأقل فيمكنك تبادل الشقة مع شخص آخر بشرط أن يوافق كلا المالكين، أما إذا كان لدى الشخص الذي تريد التبادل معه ديون او ملاحظات نقدية فقد يرفض المالك التبادل مع هذا الشخص بعينه.
يجب عليك أيضاً تقديم سبب للتبادل وهنا فيما يلي بعض الأسباب التي عادة ما تكون كافية للتغيير:
* أنت بحاجة إلى شقة أكبر، وعلى سبيل المثال لانك بإنتظار طفلٍ قادم
* أنت بحاجة إلى شقة أصغر أو أرخص.
* الشقة التي تريد التغيير إليها أقرب إلى عملك.
* ستعمل أو ستدرس في مكان آخر.
المصدر: جمعية إتحاد المستأجر