المدرب البارز المحكوم عليه في الدوري السويدي الممتاز يحمّل Gundars المسؤولية: ”لم أره قط”
عمل المدرب في عدد كثير من أندية كرة القدم على مستوى النخبة وحقق نجاحات كبيرة.
وفي وقت سابق من هذا العام حُكم عليه بالسجن وبحظر من مزاولة الأعمال التجارية بعد أن غسل أموالاً عبر شركته، وهو ما تناولته عدة وسائل إعلام.
وتستطيع الآن ”هيم أوك هيرا” الكشف عن أن للقصة صلات بمنطقة الأكواخ الخلابة في فيديا جنوبي ستوكهولم، التي تحولت إلى مركز لتسجيلات السكن الصورية.
وعندما نظرنا عن كثب في معاملات المدرب التجارية نعثر أيضا على رجل آخر يمكننا ربطه بعدة شركات استُخدمت لغسل الأموال.
وقد عثرنا على أولى الخيوط في وثائق صادرة عن القيّمين على الإفلاس الذين حققوا في إحدى شركات المدرب.
وتذكر تلك الوثائق أن رجلا لاتفيّاً يبلغ من العمر ستةً وثلاثين عاما تولّى إدارة الشركة.
تسليم الملفات
في محاضر استجواب لدى الشرطة يظهر اسم الرجل ذي الستة والثلاثين عاماً مرةً أخرى.
ويقول المدرب إنه التقى الرجل اللاتفي في سيارة وسلّمه ملفات تحتوي على الدفاتر المحاسبية.
ويقول المدرب: ”لم يكن سوى لقاء قصير ربما استغرق خمس دقائق فقط”.
فمَن هو الرجل الذي يحمّله المدرب المسؤولية؟ وعندما تسأل الشرطة عن ملامح الرجل ذي الستة والثلاثين عاما يجيب المدرب بأنه لا يعرف.
في الاستجواب وجّه مدرب كرة القدم الاتهام إلى رجل لم يستطع حتى وصف مظهره. وتمكنت ”هيم أوك هيرا” من الوصول إلى هذا الرجل، الذي كان لديه رواية مختلفة تماما.
لم ينجح أي من الذين يحققون في القضية في العثور على الرجل اللاتفي. ولأن اسمه غير شائع إلى حدٍّ ما، بحثنا عنه في وسائل التواصل الاجتماعي. ووجدنا على فيسبوك سوى شخص واحد يحمل هذا الاسم. نرسل رسالة ونحصل على رد سريع. ويتبيّن أنه الرجل ذو الستة والثلاثين عاماً.
”ماذا تقول؟!”
نتصل به عبر مكالمة فيديو. ولا يفهم الرجل عمّا نتحدث.
ويجيب الرجل بالروسية: ”Chto vy govoritje?! Chto؟” (أي: ”ماذا تقول؟! ماذا؟”) عندما يسمع ما لدينا لنخبره به.
نقول له: ”وفقاً لوثائق الشركة، تولّيتَ إدارة شركة استُخدمت كأداة لارتكاب الجريمة من قِبل مدرب سويدي معروف في كرة القدم”.
فيجيب غوندارش: ”هل هذا صحيح؟ هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها شيئا عن ذلك”.
يُدعى الرجل غوندارش، ويقول إنه عامل بناء من مدينة يورمالا في لاتفيا. وقد سبق له أن عاش في السويد.
ويقول غوندارش: ”عشت في ستوكهولم لمدة تزيد قليلًا على عام واحد، وعملتُ في تركيب السقالات في شركة سويدية”.
تواقيع مشبوهة
لا يعلم غوندارش شيئا عن أنه يُفترض أنه تولّى شركة المدرب العامل في النخبة.
ويقول غوندارش: ”أنا في حالة صدمة الآن وأنت تخبرني بهذا. كيف يكون ذلك ممكنا؟ كيف يمكن أن يحدث هذا أصلا؟”.
ويكرّر هذا السؤال مرارا. نُريه صورة لمدرب كرة القدم.
ويقول غوندارس: ”لم أره من قبل قط”.
وتُظهر الوثائق التي عثرنا عليها أن غوندارش وقّع محضر اجتماع عام استثنائي للشركة. وفي ذلك المحضر يُنقل التحكم في الشركة من مدرب كرة القدم إلى غوندارش.
وبجوار توقيع الرجل ذي الستة والثلاثين عاما يوجد توقيع مدرب كرة القدم.
ويُبرز غوندارش جواز سفره لنقارن توقيعه بذلك الموجود في محضر اجتماع الشركة.
وتتبيّن أن التوقيعين مختلفان تماما. فالتوقيع في جواز السفر يشبه دائرة، بينما التوقيع في محضر الاجتماع ممدود وعريض.
وبحسب المستند، وقّع غوندارس بجوار اسم المدرب المعروف على وثيقة جعلته المسؤول الوحيد عن الشركة.
وليس هذا هو المرة الوحيدة التي نعثر فيها على توقيع غوندارش في مستندات شركات استُخدمت في غسل الأموال.
ففي شركة أخرى مختلفة تماما، لا نرى فيها أي صلة بالمدرب، يظهر الاسم اللاتفي مرةً أخرى.
وهذه المرة يكون التوقيع حتى مكتوبا بخطأ في تهجئة الاسم. يضحك غوندارش عندما نتصل به مرة أخرى.
ويقول غوندارش: ”هذا يكاد يكون مضحكا قليلًا، لكنه في الوقت نفسه محزن أن تجري الأمور بهذه الطريقة في السويد”. ”يبدو أن النظام ضعيف إلى هذا الحد”.
في تقرير سنوي صادر عن إحدى الشركات، كُتب اسم غوندارس بخطأ في التهجئة.
شغل عضوية سبع مجالس إدارات
انعقد اجتماع الجمعية العامة الذي نُقلت فيه شركة المدرب إلى الرجل ذي الستة والثلاثين عامًا في عام 2022.
لكن في ذلك الوقت كان غوندارش قد غادر ستوكهولم منذ فترة طويلة.
ويقول غوندارش: ”أتذكّر بوضوح أنني عدت إلى لاتفيا في أيلول/سبتمبر 2020”.
ويضيف: ”أذكر ذلك لأنه كسرت ذراعي واضطررت إلى العودة إلى بلدي”.
ويقول أيضا: ”ومنذ ذلك الحين لم أعد إلى السويد”.
وبحسب غوندارش لم تُبلغه أي جهة سويدية بأنه شغل عضوية مجالس إدارات لشركات هنا. على الرغم من عثور ”هيم أوك هيرا” على اسمه في ما مجموعه سبعة مجالس إدارات. ويُعدّ ذلك لافتا لأن شركات عديدة قد انخرطت في غسيل الأموال. وتُظهر مستندات من مكتب تسجيل الشركات أن غوندارش يُفترض أنه عمل في مجالات تمتد من البناء إلى تجارة الزهور. بل إن إحدى شركات الجملة حملت حتى اسم عائلته. واليوم أفلست كل هذه الشركات، وبعضها يرزح تحت ديون كبيرة.
مزيد من غسل الأموال
واستعملت ما لا يقل عن أربع من هذه الشركات – من بينها شركة المدرب – فواتير وهمية لغسل ملايين الكرونات.
وعبر شركة خامسة يُفترض أن الرجل اللاتفي اشترى عملات ”بيتكوين”.
وفي تلك القضية نعثر على مراسلات إلكترونية طويلة باللغة السويدية بين شخص يقدّم نفسه على أنه غوندارش وبائع لعملات البيتكوين. لكن غوندارش لا يتقن اللغة السويدية.
يلتزم الرجل ذو الستة والثلاثين عاما الصمت لبرهة، ثم يريد الحصول على جواب عن سؤال: ”كيف يمكن إدارة شركة باسم شخص آخر؟”.
وعندما نتصل بمكتب تسجيل الشركات يوضحون لنا أن استمارة ورقية واحدة ومحضر اجتماع للجمعية العامة يكفيان لإدراج شخص آخر في مجلس إدارة شركة. ثم ترسل الهيئة خطابا إلى عنوان تسجيل الشخص الجديد في السجل المدني.
لم يكن غوندارش مسجّلاً في سجل السكان في السويد قط، لكنه كان يملك عنواناً بريديًّا هنا. ويقع هذا العنوان في منطقة نعرفها. فمثل مئات الأشخاص الآخرين كان عامل البناء اللاتفي يملك عنوانه وسط منطقة العطلات الخلابة في فيديا جنوبي ستوكهولم. وتحديدا في كوخ صيفي صغير رمادي اللون على حافة الغابة. نُري غوندارش صورة لذلك الكوخ.
ويجيب: ”لم أَرَ ذلك البيت من قبل، لقد كنت أسكن في فالنتونا”.
سكن ”على الورق” مع ثلاثين شخصا
في ذلك الكوخ الرمادي يوجد – على الورق – نحو ثلاثين شخصا مسجّلين على العنوان. وهنا سُجّل أيضا ما لا يقل عن خمسة عشر شركة على العنوان نفسه.
نذهب إلى هناك ونرى أن البيت فارغ. ولا يوجد ما يدلّ عل أن الكوخ الصغير الذي لا يضم سوى نافذتين في واجهته يمكن أن يسكنه ثلاثون شخصا.
ومع كثير من التساهل يمكن لعائلة صغيرة فقط أن تسكن هنا.
وعندما ندقق بشكل أعمق في ملفات الشركات المسجّلة في هذا الكوخ نعثر على قضية أخرى من قضايا غسل الأموال. وتظهر أمامنا شبكة معقدة من الروابط بين هذه الشركات ومختلف الممثلين القانونيين المسجّلين في العنوان نفسه.
شركة العمل بالمهام المؤقتة
وتقود إحدى هذه الروابط إلى شركة عمل بالمهام المؤقتة انتقلت إلى الكوخ الرمادي في الوقت نفسه الذي جرى فيه إدراج مواطنين أجانب في مجلس إدارتها. وفيما بعد يتّضح أن الشركة غسلت ما لا يقل عن سبعة عشر مليون كرونه لدفع أجور سوداء غير خاضعة للضرائب، غالبا لمصلحة شركات بناء سويدية مختلفة.
وتقوم مصلحة الضرائب، التي كشفت هذا الترتيب، بزيارة للمكان. فطرق موظفوها باب الكوخ الرمادي لمحاولة الوصول إلى ممثلي شركة العمل المؤقت. لكن لم يفتح أحدٌ الباب.
وكانت ”هيم أوك هيرا” قد كشفت سابقا عن أن خمسين مليون كرونا غُسلت عبر شركات مسجّلة في Vidja.
ويمكن أيضا ربط إحدى أكبر قضايا العمل الأسود في السويد، التي يُفصل فيها حالياً أمام المحاكم، بعدة أشخاص وشركات مختلفة في المنطقة.
قد يكون استُخدم كشخص واجهة
وبحسب مصلحة الضرائب لا يمكن استبعاد أن غوندارش استُخدم كشخص واجهة. فهو يستوفي أيضا عددا من المعايير التي ترى الهيئة أنها نموذجية لمثل هؤلاء الواجهات. فقد أُدرج اسمه في شركات سرعان ما أفلست بعد ذلك. كما سُجّل في أنظمة مصلحة الضرائب على أنه ”مهاجر إلى بلد غير معروف”. وبحسب ما يؤكده بنفسه لم يَعُد إلى السويد منذ خمس سنوات.
وعلامة أخرى هي أن أشخاص الواجهة غالبا ما تكون عليهم ديون لدى مصلحة الجباية التنفيذذية ”كرونوفوجدن”.
وهذا ينطبق على غوندارش أيضا. لكن جميع مطالبات الديون ظهرت بعد أن كان قد عاد إلى لاتفيا.
وجاء أحدث هذه المطالبات في منتصف آب/أغسطس من هذا العام.
خائف من أن يُقبَض عليه
من بين جميع القضايا التي يَرِد فيها اسم الرجل ذي الستة والثلاثين عاما، لم تُعرَض على المحاكم سوى قضيتين فقط.
وفي هاتين القضيتين أُدين أشخاص آخرون، مثل مدرب كرة القدم، بوصفهم المسؤولين الوحيدين. وفي القضية التي أُدين فيها المدرب لم يحاول المدعي العام حتى التواصل مع غوندارش. ومع ذلك لا يقلّل ذلك من شعوره بالقلق.
ويقول غوندارش: ”فكّرنا في السفر إلى ستوكهولم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع العائلة ولديّ أيضا عرض عمل محتمل في ستوكهولم، لكنني الآن لا أجرؤ على السفر، قد يُلقى القبض عليّ إذا ذهبت إلى هناك”.
حُكم عليه بالسجن
وحُكم على مدرب كرة القدم المعروف في محكمة الاستئناف ”سفيا هوفرت” بالسجن لمدة سنة وستة أشهر. وأُدين الرجل بجرائم اقتصادية جسيمة، وتلقّى حظرا من مزاولة الأعمال التجارية لمدة ثلاث سنوات.
وسعت ”هيم أوك هيرا” إلى الوصول إلى مدرب كرة القدم عبر محاميته Noemi Kadas لطرح أسئلة حول سبب تحميله غوندارش المسؤولية في استجوابات الشرطة. وكتبت نويمي كاداش في رسالة إلكترونية أن الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف قد تم استئنافه، وأنه لا يوجد لديهم ما يضيفونه من تعليقات.