رودي تساعد المستأجرين الجدد على تعلّم الصواب – ”قد يستغرق الأمر بعض الوقت”
وأخبرينا.
– خرجت في شتاء ٢٠١٤ الى الثلوج في Gullspång بعد أن انتقلت من سوريا. لم أكن أملك سوى ثوب صيفي وحقيبة. كنت قد تساءلت ولفترة طويلة عن لماذا انتهى المطاف بي في هذا المكان وماذا كنت أفعل هنا. كنت أرغب في تعلم اللغة السويدية وأرغب في العمل، بيد أنه لم يكن لدينا رقم شخصي وكان علينا الانتظار. وبعد عام حصلنا على تصريح الإقامة ثُم قيل لنا إنه يمكننا الانتقال إلى مدينة كارلستاد. لم نرَ الشقة ولكن وافقنا عليها مباشرة لأننا نعرف أنه كانت هناك أزمة في الإسكان وكل ما كنا نملكه عند انتقالنا الى السكن كان أربعة أفرشة.
ماذا حدث بعد ذلك؟
– درستُ نصف الوقت في مدرسة السويدية للأجانب وعملت في النصف الاخر من الوقت، لأن تعلمي للسويدي سار بشكل جيد. وفي يوم من الأيام، اتصلتُ لسؤال مطور الإسكان الخاص بي الذي يعمل في KBAB عمّا إذا كان يُسمح لي وضع ورق حائط جديد في إحدى الغرف. وقبل أن ننهي المكالمة، سألتني عما عن عملي في ذلك الوقت. واقترحت عليّ أن أقدم سيرتي الذاتية إلى KBAB وأن أتقدم بطلب للحصول على وظيفتها، لأنها ستتقاعد. وفعلا قمت بذلك وحصلت على مقابلة العمل وعلى الوظيفة بعدها.
ما مهام مطور السكن؟
– أنا أساعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وجميع الوافدين الجدد في العقود الاجتماعية. ولديّ ميزة كبيرة لكوني قادمٌ جديد بنفسي ولكوني أتحدث ستّ لغات مختلفة أيضاً.
بأية طريقة تقدم المساعدة؟
– أقدم شرحاً وافياً حول كيفية سريان الإيجارات السكنية في السويد، وكل ما يتعلق بالأمور المسببة للإزعاج وحتى كيفية عمل غرف الغسيل وفرز القمامة وقوائم الانتظار. وأيضا القواعد غير المكتوبة بين الجيران ايضاً.
هل يمكنك إعطاء مثال؟
– كنت على اتصال بأحد الوافدين الجدد وقد أراد دعوة جاره لتناول الطعام، لأن الجار في ثقافته يعني كالاخ. اضطررتُ أن أشرح له أن هذه الثقافة ليست في السويد. هنا الجار مجرد جار وإذا كان شخص ما لا يريد أن يأكل معك لا يتم اعتباره أمراً شخصياً. قمت أيضاً بلقاء الطرفين وشرحت لهما ثقافة الاخر والان أصبحوا يسلمون على بعضهما البعض.
يبدو أن هناك الكثير من الاختلافات.
– نعم، والشيء المهم هو شرح هذه الاختلافات بطريقة ودية والتحلي بالصبر. فلا يتعلق الامر بصواب او خطأ أي منهما، ولكن الثقافة السويدية تسير بهذا الشكل. لا يمكن الاختلافات بكلمات وإنما يجب تفسيرها من خلال رؤية الفرق في طريقة تفكير الناس.
ما هو المهم في السويد؟
– الوقت والقوانين. لا يمكنك الوصول متأخراً إلى غرفة الغسيل لأنه يأخذ من وقت شخص آخر. ويتم التفكير هنا في البيئة بشكل أساسي ويتم استخدام كمية مناسبة من منظفات الغسيل -فالغسيل لا يصبح أكثر نظافة إذا استعملت كمية أكبر. يفعل الناس ما يفعلونه لأنه تم تعليمهم بهذه الطريقة ولا يعرفون أن هناك طرق أخرى للنظر، ولذلك يتابع الناس ما تعلموا عليه سابقاً.
كيف تعلمت رؤية الاختلافات؟
– بالنسبة لي كان من المهم التواصل مع السويديين وتوجيه الأسئلة لهم مرارا. فلا يمكن تعلم القواعد غير المكتوبة إلا من خلال العلاقات، ولذلك أعتقد أنه من الممكن للجار السويدي شرح كيفية التصرف هنا وبلطف حتى لو تطلب الامر الى إعادة الشرح، فالتعلم يستغرق وقتا ايضاً. وعلى الوافد السويدي الجديد ان يتجرأ للسؤال، وان يكون له معارف في الوسط السويدي وأن يدرك أنه في هذا البلد يقوم بفعل الأشياء كما يفعلها الاخرون.
إذا كان بإمكاني الانتقال إلى سوريا وان اتصرف كسويدية تماماً: ألا أتحدث مع الجيران، ولا أدعوهم الى تناول الطعام، واحمل القمامة الخاصة بي على بعد بضعة مبان، وأكون هادئة عند تمام الساعة 10 مساءً، واذهب مع ملابسي الوسخة الى غرفة غسيل الملابس في نفس غسالة الملابس التي يستخدما جاري. كيف يتم الحكم عليّ؟
– تبتسم، هذا جنون، لا يعمل المرء هكذا، إنما يلتقي المرء بجيرانه، ويتكلم معهم ويدعوهم الى الاكل. في الصباح يدعو الجيران بعضهم البعض للقهوة. وإذا قمتي بالمشي مع أكياس المهملات سيضنّ الآخرون أنك مختلة عقلياً. وقد يضن المرء انه امر غريب إذا قمتي بأخذ ملابسك الوسخة ونزلت الى غرفة غسيل الملابس، فالجميع لديهم غسالات. هناك فرق كبير بين ما يعتبر طبيعياً هنا وهناك، وربما هذا ما يحتاج المرء الى فهمه، أي أنه لا يوجد شيء خاطئ او صحيح حقاً، بل مجرّد طرق مختلفة للنظر في أماكن مختلفة ومن الممكن للمرء تعلّم هذه الرؤية الجديدة.
Sana Aljazairi
صحفية ومترجمة لـ Hem & Hyra
العائلة: لديها زوج وطفلين.
السكن: في فيلا.
العمل: مستشار السكن في شركة Karlstadbostads AB.
معلومات أخرى: يتكلم السويدية، الانكليزية، الكردية، العربية، الاسبانية وأخراً الايطالية.