عمليات الإخلاء أثناء الجائحة: هيدّا عذبتها المخاوف من أجل أسرتها

انتقلت عائلة هيدّا من حالة الدخل الثابت إلى حالة من القلق والخوف من عدم القدرة على دفع الإيجار في نهاية الشهر، فهي واحدة من بين عوائل كثر تعرّضوا الى اضطراب اقتصادي نتيجة الوباء، وتتكون اسرتها من هيدّا وزوجها وثلاثة أطفال صغار، كان لدى زوجها وظيفة في بداية الوباء وبعد ذلك تم إقالته. وكانت هيدّا في اجازة امومة عندما تمّ اخطار زوجها بترك العمل.
– أعمل الآن بالساعة و ليس لدي دخل عدا علاوة الأطفال، وأنا ممرضة مساعدة وأبحث عن وظيفة منذ يونيو لكنني لم أجد أيّ شيء، تقول هيدّا التي تعيش في فاكخة Växjö ولا تريد أن تظهر باسمها الحقيقي، لدي استعداد بالقبول بأي وظيفة.
غالباً ما تجد هيدّا صعوبة في النوم بسبب مخاوف مالية.
– كنا نعيش بشكل جيد قبل قدوم كورونا أما الآن فالوضع سيء وصعبُ للغاية، لا ندري اليوم مالذي من الممكن أن يحدث في الشهر القادم و زوجي يحاول العمل قدر استطاعته، و دخلتُ أخيراً دورة في مصلحة العمل.
لقد كنا على وشك عدم دفع الايجار ولكننا تمكنا حتى الان من دفعه.
– نحنُ على يقين أنَّ علينا دفع الإيجار أولاً، ولكن واجهنا فوضى حقيقية، أحد الأشهر كنا نملك نصف مبلغ الإيجار واضطررنا إلى الاتصال بأقاربنا وقمنا بحلّ الموضوع قبل دفعه مباشرة.
قامت (هيم اوك هيرا) في النظر الى إحصائيات دائرة الجباية العامة الخاصة بالمؤجرين الذين تقدموا بطلبات تنفيذ عمليات الإخلاء في خمس قضايا أو أكثر منذ يناير وحتى منتصف نوفمبر من العام الماضي في مقاطعات Jönköping و Kronoberg و Kalmar و Blekinge و Östergötland.
على الرغم من الوباء الحاصل يبدو أنه عام عادي بكلمة اخرى.

لكن شركتي Växjöbostäder و Vätterhem يبرزان في الإحصائيات، فكلاهما يحتويان على حوالي 9000 شقة وهناك فرق كبير في عدد الطلبات المقدمة إلى دائرة الجباية العامة، ففي العام الماضي تم تسجيل 29 طلباً من Växjöbostäder وستة أخرى من Vätterhem.
مارتن إينبوري مسؤول عن مجموعة الإسكان الاجتماعي في Växjöbostäder.
– لقد تفاعلنا أيضاً بخصوص الموضوع هذا ورأينا بالضبط ما تريه، بدأنا خلال فصل الخريف في إرسال رسائل نصية لأولئك الذين تأخروا في دفع الإيجار لبضعة أيام وأيضاً الاتصال بأشخاص تمَّ اختيارُهم مسبقاً، وبعد 15 يوماً نتابع الموضوع من جديد، فنحن نعمل من أجل السيطرة على المستأجرين في وقت سابق ولهذا تمَّ تنفيذ أربع عمليات إخلاء لطلباتنا، إنه أمر مؤسف بالطبع وهدفنا ليس طرد أي شخص، لكننا لا نرى شيئاً مرتبطاً بالكورونا وإنما قاموا بإهمال الايجار فقط، ولم يتصل بنا أحدٌ معرباً عن قلقه.

يُوضح Thorbjörn Hammerth الرئيس التنفيذي لشركة Vätterhem أن العمل طويل الأجل ويكمن وراء الأعداد المنخفضة للشركة.
– نحنُ نحصل على إشارات مبكرة ونعمل بشكل وقائي، لذلك يمكننا أن نتقدم وبسرعة بإجراءات مختلفة، ولا يمكن بالطبع إنقاذ البعض ولكن معظمهم يحصلون على الضوء الأخضر، وهذا شيء كافحناه كثيرا، ليس فقط لعام 2020 ولكنه كثقافة ومنذ سنوات عديدة، ويواصل:
– بذلنا جهدا كبيرا في الحصول على المعلومات خلال عام كورونا وكان عملا ناجحاً و يمكن أن يواجه الجميع مشاكل وينتهي بهم المطاف في صعوبات، ومن ثَمَّ يجب ألا يشعر المستأجرون لدينا بأنه تمَّ اهمالهم او التخلي عنهم لهذا قمنا بتخفيف الإيجار ووضع خطط لسداده والإبلاغ عن شبكات الأمان المختلفة للمجتمع حيث توجد ويتم توفير المساعدة.
كيف يتم التقاط الإشارات في وقت مبكر؟
– نحن متواجدون في مكاتبنا في جميع المناطق وأعتقد من بين أمور أخرى، انَّ الذين توجهوا الينا وأخبرونا بإنهيار احوالهم الاقتصادية هم أقل من الذين ذهبوا الى مكتب كبير، لقد كانت سنة صعبة في الحقيقة وقاسية ولا يمكن تخيلها، ويعمل الكثير في مناطقنا في وظائف معرضة للخطر، على سبيل المثال في المطاعم وليس أقلها اباء عزاب مع اولادهم، نحن لا نخسر المال في مساعدتهم يقول Thorbjörn Hammerthولهذا قمنا بتقديم خطة لسداد الاموال وهذا أقل شئ من الممكن تقديمه في الوضع هذا.
تم تنفيذ ما معدله 30 بالمائة من طلبات تنفيذ الإخلاء في العام الماضي، و لا يتم تنفيذ عمليات الاخلاء بسبب مغادرة المستأجر بنفسه.
العثور على مستأجرين يرغبون بالتحدث عن وضعهم لم يكن بالامر السهل، و لم تتمكن (هيم اوك هيرا) من العثور على مستأجر يريد التحدث باسمه الصريح، أحد أولئك الذين ساعدونا في العثور على مستاجرين هو Robin Dahlin Appelqvist، مطوّر الأعمال في جمعية اتحاد المستأجرين في كالمار، و تأثر كثيراً بالمكالمات التي أجراها.
– هناك العديد من المستأجرين قلقون ويعيشون وضعاً سيئاً، فهم يتواجدون في موقف صعب ويخافون مما سيقوله المالك إذا ظهرت في وسائل الإعلام. كلما زاد الضعف المالي، كلما زاد الخوف من فقدان شققهم، يقول Robin Dahlin Appelqvist إنه أمر مؤثر ويشعرني بعدم الارتياح.