مطالب كبيرة بعد الانفصال: 46,000 كرون راتب شهري أو الانتظار لسنوات في طابور السكن
عندما تقوم Hem & Hyra بجولة في سوق الإيجارات لرؤية ما ينتظر شخصاً مطلقاً حديثاً ولديه أطفال يبحث عن شقة. تظهر لنا صورة قاتمة.
و يُظهر تحقيقنا طوابير طويلة، وإيجارات باهظة، ومتطلبات دخل مرتفعة في كثير من الأحيان للشقق المبنية حديثا وضغط طلب هائل على الشقق الرخيصة. وقد تقدم 349 شخصا للحصول على شقة مكونة من ثلاثة غرف في منطقة Sofielund في مالمو، و1763 شخصا لشقة مماثلة في Södermalm في ستوكهولم، بينما تتطلب الشقق الجديدة ذات ثلاث غرف في Kista راتبا شهريا يبلغ 46,250 كرون.
ـــ إنه أمر مُدمّر لمجتمع يعمل بشكل صحيح ولا يتمكن ناسهُ من العثور على سكن، وربما يبقون في علاقة غير صحية أو حتى مدمرة لهذا السبب. هذا يؤكد الكثير مما كنا نشك فيه في البحث، وأن المرء يواجه وضعا حرجا جدا إذا أراد الانفصال، حتى لو كان لديه دخل ثابت، يقول مارتين غراندر وهو باحث في مجال الإسكان في جامعة مالمو.
تبحثُ ممرضة (هيم اوك هيرا ) على سكن
على مدار شهر، بحثت Hem & Hyra عن شققٍ في خمس مدن كبرى ومن خلال شركات سكن في البلاد: في ستوكهولم، يتبوري، مالمو، أوبسالا، ولينشوبينغ، وهي المدنُ التي يعيش فيها أكثر من ربع سكان السويد. انطلقنا من فرضية وجود ممرضة مساعدة، وهي الوظيفة الأكثرُ شيوعاً في البلاد، براتب متوسط يُقدر بـ 29,000 كرون شهريا، ومعها طفلان وتحتاج إلى شقة مكونة من ثلاثة غرف.
قمنا بفحص قوائم الانتظار يوميا. في المجمل، تم الإعلان عن 552 شقة بثلاثة غرف في المدن الخمس خلال الفترة. والصورة واضحة فنحن في الغالب بلا حظ. يمكن أن تبدو الأمور على النحو التالي:
- شقة مكونة من ثلاثة غرف في جنوب ستوكهولم، إيجار شهري 9,840 كرون، عدد المتقدمين 430. الشخص الأول في القائمة انتظر لمدة 31 عاما.
- شقة مماثلة في Midsommarkransen، إيجار شهري 10,000 كرون، عدد المتقدمين 422. الشخص الأول في القائمة انتظر لمدة 34 عاما.
- واخرى مماثلة بإيجار شهري 9,500 كرون في Majorna في يتبوري لديها 595 متقدما. متوسط فترة الانتظار 14 عاما وخمسة أشهر.
مطالب الدخل العالية تعيق الكثيرين
في شهر أبريل كان متوسط فترة الانتظار في ستوكهولم عند تقديم الطلب يزيد عن 24 عاما. أما في مالمو ويتبوري، كانت المدة حوالي ثماني سنوات. أقصر فترة انتظار تكون للشقق الجديدة ولكن الإيجارات العالية ومتطلبات الدخل القاسية، التي تصل أحيانا إلى أكثر من نصف مليون كرون سنويا، تمنع الكثيرين من الحصول عليها.
ـــ إنّ وجود مثل هذه المتطلبات العالية للدخل أمر غريب، لأن الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الدخل لا يلجؤون عادةً إلى الإيجار. وليس هناك ما يمنع ممرضة مساعدة أو أي شخص ذي دخل منخفض من دفع إيجار عالٍ إذا اختار السكن. هذه المتطلبات تستثني جميع من ليسوا من أصحاب الدخل العالي، يقول مارتين غراندر.
عدد حالات الطلاق في انخفاض مستمر
نهاية الصيف موسم الطلاق الأكبر، لكن الحقيقة هي أن عدد حالات الطلاق قد انخفض بشكل مستمر في السنوات الأخيرة. حيثُ تم تسجيل 21,231 حالة طلاق فقط العام الماضي، وهو أقل عدد منذ ما يقرب من عشر سنوات. قد يكون السبب هو الإيمان المتزايد بالحب، أو ربما الأوقات الاقتصادية الصعبة التي تلعب دورا في ذلك ولأنّ الطلاق ليس رخيصا. وقد أظهر تقرير من بنك SBAB أن سويديا في الأربعين من عمره ولديه طفلان وبدخل متوسط لا يستطيع شراء شقة مكونة من ثلاثة غرف في 25 بلدية كبرى في البلاد.
ـــ إنه أمرٌ مقلق أنّ الناس لا يستطيعون تحمل تكاليف الطلاق. وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى البقاء في علاقات ليست جيدة لا للبالغين ولا للأطفال. ونرى أن الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للنساء. كان من المستحسن أن يكون من الأسهل العثور على شقة إيجار عندما يكون الوضع مضطربا للغاية، تقول ليندا هاسلفيك، خبيرة الاقتصاد الشخصي والسكني في SBAB.
بالنسبة لممرضة Hem & Hyra المساعدة، لا يختلف الوضع كثيرا عن أولئك في تقرير SBAB.
البديل الوحيد في مالمو هو شقة جديدة بثلاث غرف مع اثنين فقط في قائمة الانتظار. ولكن الإيجار يبلغ 13,000 كرون. ولا يوجد عرض للشقة، ويجب الانتقال إليها بعد أسبوعين من التسجيل إذا حصلت الممرضة على الشقة أساسا. في يتبوري وستوكهولم، لا توجد فرص على الإطلاق. في يتبوري، قد تكون فترة الانتظار أقصر للشقق الجديدة في Gårdssten، ولكن متطلبات الدخل مرة أخرى مرتفعة للغاية. وينطبق الشيء نفسه على الشقق الجديدة في ستوكهولم.
شقق شاغرة في منطقة Skäggetorp التي تعاني من اضطرابات
في أوبسالا، تصل الممرضة المساعدة إلى مكان متقدم في طابور الانتظار. ولكن ليس في المقدمة للشقق الجديدة في Ulltuna و إيجارات تزيد عن 12,000 كرون. أما من يعيش في لينشوبينج، فيمكنه الحصول على شقة عبر طابور الانتظار لشركة السكن التابعة للبلدية. لكن في الحالة هذه، يجب أن يكون الشخص مستعدا للعيش في بيرغا أو خيغّاتورب، وهما منطقتان يتركز فيهما النشاط الإجرامي للعصابات. و تُعتبر خغّاتورب واحدة من ”المناطق الضعيفة الخاصة” في البلاد وفقا تصنيف للشرطة.
و يقول مارتين جراندر: ”سوق السكن يفرض حدودا على كيفية العيش. وقد كانت مشكلة الإسكان مرتبطة بشكل وثيق بمن هم في أوضاع سيئة للغاية. ولكننا وسّعنا حدود المتضررين لتشمل الآن كل من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط. ولا يتعلق الأمر فقط بعدم المساواة بل أيضا بعدم التكافؤ بين الجنسين. فغالبا ما تكون النساء ذوات الدخل المنخفض اللواتي لم يفكرن في الوقوف في طابور السكن هن الأكثر تضررا.
مارياكا ورنهولت تلعب كرة الأرض لسنوات عديدة، وهو مجال كانت فيه موضع تقدير وكانت جيدة فيه، حيث دعمها زملاؤها في الفريق خلال فترة الطلاق. وفي النهاية، أعطاها أحد معارفها في النادي رقما لمالك عقار قائلاً: ”قل له أنني أرسلتك!”
اتصلت مارياكا، لكن الطريق كان مسدودا. لم تكن هناك شقق شاغرة هنا أيضا.
تقول مارياكا ورنهولت: ”كان التوتر هائلًا. كنت في حالة من القلق الشديد وكنت أبكي. كان الوضع صعبا للغاية وشعرت بضغط كبير. لم يكن هذا ما كنت أتخيله لحياتي.
مارياكا: ”أندم على عدم دخولي في طابور السكن”
لكن عاد المالك للتواصل مرة أخرى. فقد توفي أحد المستأجرين وأصبحت هناك فجأة شقة من غرفتين شاغرة. كانت الشقة بحاجة إلى تجديد كامل وكان سيتم رفع الإيجار، لكنها كانت متاحة لمارياكا. أرسلت جميع الأوراق المطلوبة: عقد العمل وكشوف الرواتب لثلاثة أشهر. وتمت الموافقة عليها.
ــ لم أكن اصدق ذلك. هل سأحصل عليها؟ هل هي لي؟ هل تم تأكيدها؟ الارتياح الذي شعرت به كان لا يُصدق. كنت محظوظة للغاية في الحصول على الشقة من خلال معارف. ولا أعرف كم من الوقت كان عليّ أن أبحث إذا لم يكن لدي معارف.
و بمساعدة بعض العلاقات، تمكنت مارياكا ورنهولت وابنتها إيبّا من حل المشكلة في النهاية.
ننتقل الآن إلى الوقت الحالي. لقد مر أكثر من عام منذ أن انتقلوا إلى الشقة ذات الغرفتين في ليمهامن، وحصلت إيبّا البالغة من العمر ثلاث سنوات على صندل فوشيا جديد بعد زيارة مارياكا ورنهولت إلى أولاريد خلال عطلة نهاية الأسبوع. الآن هو يوم الاثنين ومارياكا تقوم بقلي النقانق بينما تشاهد إيبّا YouTube.
الاثنتان تشتركان في غرفة النوم، والشقة مؤثثة في الغالب بأثاث مستعمل. لكنها عقد إيجار أولي، 60 مترا مربعا مقابل 9,400 كرون شهريا. بدأت مارياكا ورنهولت حياة جديدة – بمفردها.
ــ ما أندم عليه هو أنني اعتمدت كثيرا على زوجي في الأمور المالية. لم أكن في طابور الإسكان ولم يكن لدي أي مدخرات شخصية، وهذا ما أندم عليه بشدة. لكن الآن يمكنني أن أشعر بالسعادة بأن الأمور آلت إلى ما هي عليه.
قمنا بتسجيل انفسنا في وكالات السكن في أكبر خمس مدن في البلاد: ستوكهولم، يتبوري، مالمو، أوبسالا، ولينشوبينج. كل يوم، سواء كان يوم عمل أو عطلة نهاية الأسبوع، نقوم بمراجعة جميع قوائم انتظار السكن.- نبحث عن شقة بثلاث غرف في كل مدينة، ونقضي ساعات يوميا في البحث والتقديم للحصول على شقة كما قد يفعل شخص مطلق حديثاً يائس للعثور على سكن.
- نتخيل أننا نعمل كممرضة مساعدة في خدمة الرعاية المنزلية، وهو الوظيفة الأكثر شيوعا في البلاد، براتب شهري إجمالي يبلغ 29,000 كرون ومعنا طفلان. نحن نبحث عن شقة بثلاث غرف.
- هذه الطريقة هي وسيلة لتجاوز الإحصاءات الرسمية ولتجسيد دور الشخص العادي الذي يبحث عن سكن. الهدف هو أن تكون العملية أقرب ما يمكن إلى الواقع. هل هناك سبيل للعثور على شقة عبر أكبر وكالات الإسكان وقوائم الانتظار في البلاد؟
- نقوم بجمع المعلومات حول أنواع العقود والشقق، مستويات الإيجار، فترات الانتظار، ومتطلبات الملاك مثل الدخل وعدم وجود ديون.
