رغم أن الثلاجة القديمة قد تزيد الإيجار، أندرش يقول: ”ما حاجتي بالجديد؟”
إنتقل أندرش روبيري من شقته التملّكية إلى سكن Tunabyggens لفئة 65 عاما وأكبر في بورلينغه، حيثُ حصل على ثلاجة ومجمدة قديمة.
– لم يرغب الأولاد بأنْ استمر السكن هناك لأن توازني البدني أصبح سيئاً.
ومع مرور الوقت اتضح أن الخطوة كانت موفّقة. يخبرنا اندرش مثالاً يتعلقُ بالفرن والثلاجة والمجمّدة.
– كانت المجمّدة معطّلة تماما ولم يكن هناك فرن. ولاني أحبّ الطهي، فأنا أريد فرنا. وهذا هو من حسنات سكن الإيجار. قال لي عامل الصيانة: ”سأنزل لأرى ما لدينا”، ثم جاء بالمعدات بعد بضعة أيام.
و قد تطول أوقات تسليم الأجهزة المنزلية، لكن بفضل مشروع Tunabyggen في إعادة الاستخدام تمكّن أندرش من الحصول وبسرعة على المعدات، وحتى إن لم تكن جديدة، فهي تعمل جيدا.
لكن الميزة الكبرى لإعادة الاستخدام هي قبل كل شيء تقليل البصمة المناخية. فقطاع البناء والعقارات مسؤول، وفقاً لهيئة الإسكان السويدية (Boverket)، عن أكثر من خُمس إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في السويد.
تكلفة أم توفير؟
وفقًا لتطبيقٍ تستخدمه شركة تونابيوغن لإدارة عمليات إعادة الاستخدام، تمكنت الشركة خلال أقل من عام من توفير مليوني كرونة وتقليل انبعاثات تعادل 25 طنًا من ثاني أكسيد الكربون. ولتوضيح حجم هذا الإنجاز، يمكن مقارنته بمتوسط الانبعاثات في السويد، حيث يُصدر الفرد نحو ثمانية أطنان من ثاني أكسيد الكربون سنويا نتيجة الاستهلاك.
ويرغب المرء بطبيعة الحال في أن تكون إعادة الاستخدام صديقة للمناخ ومربحة وتؤدي إلى إيجارات أقل. لكن الأمر ليس بالبساطة هذه فقد تصبح الأشياء القديمة مكلفة.
وأظهر استبيان أجرته ”هيم اوك هيرا” وأجابته شركات سكنية تابعة للبلدية، اي 12 من أصل 21 محافظة، وجود فروقات كبيرة. فمن ناحية، تقدّر شركة Kfast في إسكيلستونا أنها وفّرت حتى خمسة ملايين كرونة سنويا. كما تُقدّر Mimer في فيستيروس أنها حققت فائضا يبلغ 1,6 مليون كرونة.
وعلى النقيض، بدأت Örebrobostäder العمل بإعادة الاستخدام عام 2021 وتؤكّد أن إعادة الاستخداكان مكلفاً.
وبدورها أجابتْ شركات Karlstads Bostads وNordanstigs bostäder وRonnebyhus بأن إعادة الاستخدام تُعدّ في الوقت الراهن معادلةً متعادلة بلا ربح أو خسارة.
و تقول مديرة العقارات في ”رونّيبوهوس”، إيدا كارلسون: ”لقد تلقّينا ردود فعل إيجابية جدا، سواء من المستأجرين أو من زملاء في القطاع وهم يبدون فضولًا كبيرا”.
غير أن إيدا كارلسون ترى رغم ذلك إمكانية تحقيق مكاسب على المدى الطويل.
– لقد تعلّمنا نحن والمقاولون أسلوب عمل مختلف، وذلك دائما ما يستغرق وقتا. والآن نرى أن أحدث عمليات ترميم النوافذ لدينا تسير بسرعة متزايدة، وبالتالي نحقق ربحا اقتصاديا من الترميم. وعموما أصبح من النادر جدّاً استبدال النوافذ بعد أن تعلّمنا ذلك.
161 طنا بانتظار إعادة الاستخدام
قد يعود التباين أيضا إلى اختلاف طرق الحساب لدى الشركات، بحسب اعتقاد استراتيجي البيئة والنفايات فيTunabyggen:فريدريك ييدين.
– كل شيء يتوقف طبعا على طريقة الحساب، لكن التخلّص من ثلاجات تعمل بكفاءة يكلّف أيضا.
ويضرب مثالًا بكل الأجهزة التي تُظهرها بيانات التطبيق على أنها موجودة في المخزن لدى ”تونابيوغن” بانتظار إعادة الاستخدام. وهي ثلاجات وأفران وأبواب ومغاسل بوزن إجمالي يبلغ 161 طنا.
– إن إرسال كل ذلك إلى الحرق يكلّف ما يقارب 300 ألف كرونة. وفوق ذلك أظن أن مستأجرينا يرون أنه من الجيد ألا نُسهم في هدر غير ضروري للموارد. ومعظم ما نعيد استخدامه لا يزيد عمره على خمس سنوات.
إعادة الاستخدام لا تمنح زيادة على الإيجار
النظام المعمول به لتجديد الإيجارات بموجب نظام قيمة الاستعمالية عند تجديدات من نوع rot مثلًا هو أحد أسباب عدم الجدوى الاقتصادية في إعادة الاستخدام دائما.
حينها يستبدل المؤجرون الأغطية السطحية والأجهزة المنزلية في الشقق. ولا يتم فعل ذلك دائما لحاجة فعلية له، بل لأن الأمر يتطلب رفعا للمستوى من أجل السماح برفع الإيجار. أمّا إعادة الاستخدام فلا تُعدّ رفعا للمستوى، وبالتالي لا تؤدي إلى زيادات في الإيجار يحتاجها المؤجرون لتحقيق جدوى مالية في التجديدات. يقول فريدريك ييدين:
– لا أعتقد تماما أن جمعية المستأجرين قد أدركت المشكلة. فالقواعد قديمة، وعلينا الآن إعادة التفكير.
”مسألة مصيرية”
غير أن الاستراتيجي في جمعية المستأجرين، ماركوس كييلين، يتفق مع وجود المشكلة. إذ يعتقد أن المستأجرين في المستقبل سيدفعون إيجارا أعلى حتى مع استخدام معدات مُعاد استخدامها.
– هذه إحدى المعضلات الكبرى في المستقبل والتي لا بد من حلّها. لقد حبسنا أنفسنا داخل نظام أصبح فيه رمي القديم واستبداله بالجديد أمرا مربحا، يواصل:
– المشكلة التي نواجهها هي أن نشرح للمستأجرين بأسلوب تربوي أنهم سيدفعون إيجارا أعلى مقابل مغسلة مُجدَّدة سبق استخدامها. لقد اعتاد المستأجرون أن يعني ارتفاع الإيجار مجيء الجديد. إنّه مسألة مصيرية بالنسبة لنظام قيمة الاستعمالية أن يُعالَج هذا الأمر.
”لستُ من نشطاء البيئة”
يرى المستأجر أندرش روبيري أن إعادة الاستخدام أمر جيد حتى لو لم تُخفِّض الإيجارات وربما كلّفت المال أيضا.
– لستُ من نشطاء البيئة. ففرز النفايات علم قائم بذاته، لكن يجب الحرص على البيئة.
لكن ألا تفضّل الحصول على أجهزة جديدة؟
– كلا، بالطبع لا! ما حاجتي بذلك؟ أرى أن إعادة استخدام الأشياء أمر جيد، شريطة أن يعمل ما أحصل عليه أفضل مما كان لديّ من قبل وأن يكون نظيفا.
- يَعني أن الإيجار يُبنى على مستوى الشقة وجودتها، مثل الأغطية السطحية والأجهزة المنزلية.
- كلما رُفع المستوى باستخدام أجهزة وأغطية سطحية أكثر فخامة، ازداد حقّ المؤجر في رفع الإيجار.
- قد يكون ذلك وسيلةً لتمويل تجديدات البنية الأساسية للمبنى.