Annons

فوضى الانتقال ومرض الاطفال: ماريا، 8 سنوات، لا تريد تكوين صداقات جديدة في المدرسة

Nyheter يَدّقُ الباحثون والمدارس ناقوسَ الخطر بسبب انتقال الأطفال بكثرة في ستوكهولم لدرجة تجعلهم يمرضون.
Foto: Montage: Getty/Ida Karlsson
لم يكن لدى ماريا الوقت الكافي للتجذر قبل أن يحين وقت الخطوة التالية. (الطفل في الصورة ليس الطفل المذكور في المقال).

تركت ماريا مدرستها بعد أربعة اشهر من مباشرتها للصف الاول وبعدها اجبرت العائلة على الانتقال ولا ترغب ماريا في الذهاب إلى المدرسة حال انتقالهم إلى Upplands Väsby. 

– كانت تبكي كل صباح وتقول بإنها تريد العودة إلى أصدقائها، تخبرنا سارة والدة ماريا. 

اضطرت العائلة إلى الانتقال مرة أخرى بعد ثمانية اشهر، وبعد الوداع الثاني من نفس العام  بدأت ماريا في الانعزال، ولم تحضر الدروس، وعندما تتواجدُ في المدرسة كانت تجلس صامتة فقط وتحبس انفسها ولا تريد تكوين اصدقاء، أما في المنزل فتنفجر باكية في احيان كثيرة. 

– اتصلت بي معلمة ماريا، لانهم لاحظوا أن هناك شيئاً ما ليس على مايرام، واضطررتُ أن اشرح لهم وضعَ العائلة والانتقال بين Alby و Södertälje و Huddinge، تشرحُ سارة. 

idaتمَّ نقل الأطفال عبر المدينة، اي إلى المدرسة في هودينجه، وإلى أحد الوالدين المقيم في إحدى البلديات عندما كان الآخر يعمل ليلاً.

– قالوا لنا في المدرسة ”هذا غير ممكن، ولا يمكنكم العيش بهذه الطريقة ”.

مستشارُ المدرسة كتبَ شهادة تثبتُ بعدم ارتياح ماريا وانّها لا تستطيع التركيز في المدرسة، وتم تقديم خطاب المدرسة إلى البلدية عند التقدم بطلب للحصول على أولوية للسكن، لكن هذا لم يكن كافياً حتى تحصل الأسرة على المساعدة.

تقول توفه سامزيليو ، الباحثة في جامعة مالمو: ”لقد قابلت عائلات لديها أطفال ربما أُجبروا على الانتقال ثماني مرات في السنة”.

ماريا ليست الوحيدة بالمعاناة هذه فأرقام الاحصائيات التي تظهرها (هيم & هيرا) من Svensk Adressändring أنَّ الانتقال المستمر قد فاقَ الأرقام القياسية في ستوكهولم، فمنذ عام 2017 زادت عمليات الترحيل بنسبة 32 بالمائة، وانتقل أكثر من 36 الف شخص مرتين أو أكثر في عام 2020، أما إلى محافظة ستوكهولم أو داخل المقاطعة، لكن الرقم المظلم كبير، فلا أحد يعرف عدد الأشخاص الذين يتنقلون باستمرار.

وفقا للخبراء ، فإن الأطفال هم الأكثر تضررا من سوق الإسكان الصعب.

– قابلت عائلات لديها أطفال ربما أُجبروا على الانتقال حوالي ثماني مرات في السنة، وأحياناً كلّ أسبوع، لعدم امتلاكهم مكاناً للعيش، وغالباً ما يتعلق الأمر بالأمهات الوحيدات والأطفال، كما تقول توفه سامزيليوس.

وهي باحثة في العمل الاجتماعي بجامعة مالمو وتعمل أيضاً في منظمة Rädda Barnen. 

– أعطت البلديات في منطقة ستوكهولم الأولوية منذ فترة طويلة للعائلات ذات الدخل المنخفض عندما خططوا للإسكان، كما تقول.

ويؤكد مجلس إدارة المقاطعة الصورة هذه ايضاً 

حذرت منظمة إنقاذ الطفولة (Rädda Barnen) من اضرار العائلات واطفالها الى التنقل، وأنها منتشرة على نطاق واسع في ستوكهولم ويتبوري ومالمو، وإنهم مجبرون على تدبير امورهم خلال ٢٤ ساعة وعلى عقود ثانوية باهظة الثمن أو كمقيمين، في بعض الأحيان يتم وضعهم بشكل عاجل فيvandrarhem من قبل دائرة  الخدمات الاجتماعية.

في الوقت نفسه، لا توجد إحصاءات موثوقة حول عدد الأطفال الذين يعانون مثل حالة ماريا، وأعطت الدولة البلديات مسؤولية تموين الإسكان، ومسؤولية إشرافية، ولا توجد حالياً متابعة لما يشعر به الأطفال عندما يتعلق الأمر بالسكن،  شيء يعتقد توف سامزيليوس أنه أمرٌ استثنائي. 

– إن الحصول على سكن للأسر الضعيفة التي لديها أطفال ليس قضية سياسية ذات أولوية، كما تقول. 

في حين أن معظم النساء والأطفال الذين لديهم حالة جيدة من البداية يكونون في وضع افضل،  بينما  الفئات الأكثر ضعفاً تزدادُ سوءاً.

– صورة السويد كصديقة للأطفال والتي تحمي حقوق جميع النساء والأطفال والأفراد المستضعفين هي صورة غير صحيحة، فالعائلات التي لديها أطفال تُعتبرُ من أسرع المجموعات التي تتجهُ نحوَ ظروف معيشية محفوفة بالمخاطر. 

تقدم سارة كل أسبوع طلباً لسكن جديد.

وبمجرد أن تحصل على بعض الوقت، أثناء فترة الاستراحة في العمل، أوعندما تترك الأطفال في المدرسة، فإنها تبحث عن شقق.

– أنت لا تحصل على شقة من خلال موقع Blocket، تقول سارة ، فحالَ فهمهم ان لديك طفالاً تكون غير مرحب.

لم تتمكن شركات الإسكان التابعة للبلدية أو دائرة الخدمات الاجتماعية من مساعدة عائلة سارة، وبدلاً من ذلك فإن على مديرها وأصدقائها وزملائها والجمعيات والكنيسة ايجاد بيت لها. 

استقر التوتر في الجسم.

–  فقدت وزني، ولا استطيع النوم،  أحد الأصدقاء أخبرني  أنه ”إذا واصلتِ على هذا النحو ، فسوف تمرضين”.

تقدمت سارة  بطلب المساعدة من البلدية مرات عديدة، وقاموا بتقديم طلب من أجلها  للحصول على أولوية في السكن لأن الأطفال تضرروا بشدة، لكن الأسرة قوبلت بالرفض فقط، وحقيقة أن المدرسة حذّرت من أن انتقال ماريا وما يشكله من  خطرعليها،  لم يكن سبباً كافياً،  وتوضح، في الوقت نفسه، لا تستطيعُ دائرة الخدمات الاجتماعية مساعدتها، لأن الوالدين لديهم وظائف.

وقد كان يُنظر إلى الإسكان، عند تصميم دولة الرفاهية السويدية، على أنه شيء واضح لا نقاش فيه، أما الآن فإن مسؤولية الحصول على سكن يُعتبرُ امراً فردياً، يقول توف سامزيليوس انتقلت المسؤولية مع مرور الوقت، وفي الماضي، كان من الأسهل على الأسر الضعيفة التي لديها أطفال الحصول على أولوية الإسكان.

إنَّ عدم معرفة مدة بقاء الاسرة في مكان واحد مرهق نفسيا لكل من الوالدين والأطفال، حيثُ تظهر على بعض الأطفال أعراض تشير إلى الإجهاد والصدمة، كما يمكن أن تؤثر على المهارات الحركية وتطور اللغة.

– ظروف السكن غير الآمنة لها عواقب سلبية للغاية على الأطفال.

تشرح توف سامزيليوس أن هناك حاجة لاتخاذ تدابير هنا والآن كي لا يؤثر على الأطفال.

– من غير المقبول أن يعيش الأطفال في مثل هذه الظروف في بلد مثل السويد.

تستأجر سارة حالياً شقة ذو عقد ثانوي مقابل 12500 كرون شهرياً من أحد معارف زميل لها، وبدأت ماريا تشعر بالتحسن مرة أخرى، حيث عاشت الأسرة في نفس المكان لفترة طويلة،  وفي مقابلة مع المدرسة أكد المعلم أن المدرسة لاحظت فرقاً كبيراً على نفسيتها.

وتخشى سارة أن تضطر العائلة إلى الانتقال وتغيير البلدية مرة أخرى، حيثُ أنَّ عقدهم المؤقت صالحٌ  لبضعة أشهر أخرى فقط،ومن ثَمَّ لا يعرفون ما قد يحدث بعدها، ولربما تحتاج الابنة إلى المغادرة وتغيير المدرسة مرة أخرى، والقلق ينخر في سارة باستمرار.

– انت تبتسم عندما تكون في العمل، ولكن عندما تصل إلى المنزل تتذكر حالتك، ولا يمكنك أن تمنح الأطفال حياة طبيعية، ولذلك عليك أن تدفع نفسك، حتى لو كنت تعلم أن أحد جوانب القلب قد سئم من المكافحة، و لكن يجب على الجانب الآخر أن يقاتل من أجل الأطفال.

* كل من ماريا وسارة هي اسماء وهمية

Läs artikeln på svenska


Copyright © Hem & Hyra. Citera oss gärna men glöm inte ange källan.