Annons

المستأجرون منزعجون من موسيقى الراغرّة

Nyheter المساء جميل، لكن القليل من المستأجرين يمكنهم الاستمتاع وقضاء وقت المساء في الشرفة، وأقل منهم بإمكانهم النوم. لان الـ (الراغّرة) يقودون سياراتهم ويشغلّون موسيقاهم بأعلى صوت. وتتواجد هذه المشكلة في العديد من الاماكن في السويد وتتوفر القليل من المساعدة.

يقارب الوقت الحادية عشرةَ مساءً وأنا أقف في الشارع الرئيسي في مدينة سَفلة (Säffle)، وفوقي في الشرفة المدعوة ببرجيت وهي تخبرنا انها لوعرفت قبل الانتقال الى هذه الشقة  بالراغرة لما انتقلت أصلاً، والان تعيش فيها منذ سنة واحدة. وأثناء حديثنا مرّت سيارة ذات صندوق سماعات مضخمّة للصوت قاطعتنا عن الحديث واهتزت الأشياء حولنا لصوتها العالي.

وعندما غادرت السيارة، واصلنا الكلام:

– انا أعمل دائما كل سبت من الساعة ٨ صباحاً وحتى الساعة ال ٨ مساءً، وأصبح من الأفضل القيام من السرير عند الفجر أي عند ٤ صباحاً.

وفي مساء هذا الصيف الدافئ وتوقفا للمحادثة مع رجلين، يقول الاول شيئاً ما وفي نفس الوقت تقترب سيارة مع صندوق مضخّم للصوت ولم اسمع أي كلمة مما قاله الرجل.

اتضح أنًّ لدى الرجلين نفس القصة، حيث سكن أحدهما في شرق شارع Storgatan والآخر في غربه وعاش الآخر مع زوجته ما يقارب سنة واحدة في هذه المنطقة الى أن  كيله طَفحَ وقام بشراء بيت في الريف.

قمت بسؤال الاثنين عن الليلة الاولى وكيف نام الاثنان في بيتهما؟ أجاب أحدهما والذي لم يعط اسمه لنا خوفا من ردود فعل الراغرة حيث قام بإرجاع راسه الى الوراء وابدى سعادته، اما الآخر والذي لم يرد إعطاء اسمه لي أيضاً قام بالانتقال الى أحد بيوت شارع storgatorna وحدث هذا في اذار يوم الجمعة.

– يقول: ”كان الامر فضيعاً، لم أستطع النوم في تلك الليلة، والامر استمر الى ايام عديدة، بدا الامر فضيعاً أيضاً في نهاية الأسبوع وكانوا يستمرون حتى في مساءات الايام العادية”.

كيف هو شعورك عندما تستلقي على السرير وتحاول النوم؟

– يقول باستسلام: أشعر بالغضب، موسيقى لم اخترها ولا اريد سماعها وعلى الرغم من ذلك اُجبر على سماعها.

سألته أيضاً فيما إذا قام يوماً ما وتصرّف بغضب بعد شعوره انه واطفاله لا يستطيعون النوم وخصوصا أنّ غرف نوم اطفاله تواجه الشارع؟

– يقول الرجل الذي سافر طفلهُ الى Nora في بلدية Örebro للنوم عند أقاربهم:” لا أستطيع التصرّف بغضب تجاههم، فأنا محامي وهذا التصرف ضد القانون، وإذا قمت بذلك سوف يفلتون من قبضة القانون، لكني اتصلت بالشرطة واخبرتهم وكان جوابهم انهم لا يستطيعون فعل أي شيء حيال ذلك، أما إذا كان يعيش أحدهم في هذه العمارة ويقوم بهذه التصرفات لتمَّ طرده”.

على الجسر فوق قناة (سفلا) يوجد جرار EPA أسود لامع وعليه خمسة شبان في الخارج حشروا أنفسهم للتو في المقعد الوحيد وتجولوا في المدينة مشغلين الموسيقى.

– تقول فتاة تبلغ من العمر ١٥ سنة وتملك الجرار: ”نحن ننتظر سحب السيارة بعد أن تعطلت علبة التروس، عليّ أن اغيّرها ولدي واحدة في البيت”.

مع الاصوات العالية والاضوية يقومون بالتحرك في شوارع سفلا ذهاباًً واياباً، وهذا ما يسبب في ازعاج المستأجرين في المنطقة.

 

 

وفي ضوء المساء الأخير بدَت منزعجة وهي ترمي شعرها الأشقر، عندما أخبرتها أن هناك مستأجرين منزعجون ولا يمكنهم النوم،  فهي تحب الصوت العالي، لا سيما موسيقى فرقة الرقص النرويجية والسويدية – والتي يتم تعزيزها بواسطة صندوق تضخيم الصوت.

– عليهم اذن تدبير سدادات للأذن إذا لم يعجبهم ذلك،  الموسيقى لن تتوقف كما تقول الفتاة التي لا ترغب في ذكر اسمها، لأنها طريقة لقضاء بعض الوقت مع أشخاص تعرفهم، إلى جانب اهتمامهم بالسيارات والموسيقى.

لكنها شعرت بالقلق عندما سمعت عن الأطفال الذين ينامون في غرفة نوم مواجهة للشارع اضطروا إلى مغادرة غرفهم وبيتهم للنوم في نهاية هذا الأسبوع.

لقد قابلتُ الليلة الماضية بعض الذين يعتقدون أنكم تفعلون هذا لإزعاجهم، ماذا تقولين لهم؟

– لا! نحن لا نريد الازعاج على الاطلاق، لم أكن أعتقد مطلقاً أن هذا يمكن أن يزعج البعض، فنحن نفعل ذلك لأنه ممتع.

تتدخل صديقتها ذات الشعر الداكن التي تبلغ من العمر 16 عاماً في المحادثة.

– تقول: ”أنا لا أفهم كيف يمكن أن يكونوا منزعجينن، لقد نمت عند صديقة تعيش في هذا الشارع ولم تكن منزعجة، أنا أحب الموسيقى العالية”.

هل لديك أي نصائح حول ما الذي يمكن ان يفعله المستأجرون؟

– تقول: أنا أغمض عيني فقط وبعدها انام،  هذه هي نصيحتي ان تغمضوا عينيكم وتناموا.

قطعة الرسوم المتحركة مازالت معلقة في الشرفة وتطل على غرب الشارع Storgatan.

– تقول برجيت:” أنا لا اعارض السيارات وإنما الصندوق المضخم للصوت، فالسرير يرتد وترتجف الأريكة.

– يقولون:” نعم السيارات لطيفة ولكن المشكلة في الموسيقى”.

كيف نجعل الأشياء بشكل أفضل؟

تصرخ برجيت من الشرفة بينما تقترب سيارة أخرى: لا اعتقد ان الامر سيتحسن ولا حتى الشرطة تهتم بالموضوع، وبقية ما تقول لا يُسمع.

وبسبب أن الجميع يعتبرها مشكلة فكل من الشرطة والبلدية ومالكو الشقق يحاولون إيجاد حل. فقد قال لنا مالك عقار خاص أنه لا يخبر مستأجريه أن الراغرة يُعتبرون مشكلة هنا والا سوف لن يؤجر شققه لأي أحد.

– يقول: ”أعاني من صعوبة تأجير شققي ولدي صعوبة أكبر في ان الغالبية تنتقل منها لانها مواجه للشارع حيث يتواجد الراغرة. لا أستطيع ان أخبر المستأجرين عن كمية الازعاج، فلن اتمكن من تأجيرها.

يقول Dag Rogne من حزب الوسط وهو مستشار بلدية سفلا.

– إنها لمشكلة كبيرة، لقد انتهينا للتو من اجتماع مع الشرطة حيث يقولون إنًّ القانون ضعيف تجاههم ولكنهم سيحاولون التواجد بشكل أكثر، وإذا لم ينفع ذلك فسوف نغلق الشوارع في وقت الليل، إنه لأمر محزن للغاية إذا كان هذا هو الحل، وإذا كان هناك تغير حقيقي فعلينا احضار الآباء.

– يواصل قوله: ”وإذا لم نحصل على مساندة الآباء، فلا اعرف بحق الجحيم ما الذي سيحصل. ففي الوقت الحالي يعتقد الشباب ان لهم الحق في فعل هذا، وأنا لا اعتقد أن الراغرة هم الذين يزعجون وإنما الشباب مع أنظمة موسيقية ضخمة”.

تتواجد المشكلة في كثير من المدن، وحتى في مدن كبيرة كـ Karlstad و Örebro وGävle. المستأجر Dick Gillving وهو داهن منذ شبابه ويعيش في مدينة Gävle. يبلغ الان من العمر ٥٥ عاما ولا يزال يبدو شكله مثل الراغرة. وعندما تم إزعاجه من قبل شباب الراغرة الذين يشغلّون موسيقاهم بصوت عال قام ببدأ حوار بين السكان والراغرة  للتحدث عن هذا الموضوع.

– يقول يخاف الناس من الراغرة، ولكن لا يجب أن تكون كذلك. تجرأ بالحديث معهم بهدوء ورزانه، ادعوهم للقاء بك وقم بدعوة نقابة الراغرة أيضا، قم بشرح شعورك وانت لم تستطع النوم. ففي Gävle حل الهدوء لوقت طويل ولكن بدأ الموضوع يأخذ حيزه من جديد ولهذا من المهم عقد اجتماعات بشكل مستمر.

وفي نفس الوقت يعتقد أن على المرء أن يتقبل ان الراغرة يصدرون أصواتا الى حد ما.

– يقول: ”سوف يصدر الراغرة دائما أصواتا، وقمت أنا أيضا بذلك عندما كنت شابا، ولكن يجب أن يكون هناك بعض الاعتدال. الانظمة الصوتية المستعملة هي تحريف لثقافة الراغرة. كان لدي جار وقد قاس الصوت الداخلي لهم ووصل الى ١٠٠ ديسيبل أثناء مرورهم وتشغيلهم الموسيقى، اما الان فالمشكلة بدأت من جديد وقررتُ ان انتقل من هذه المنطقة لأنني لا اتحمل أكثر من هذا، أما الشرطة فهم كسولين ومتعالين فهم يقولون لا توجد نافذة قانونية، وأنا أقول توجد: اضراب النظام العام، الضوضاء وغيرها الكثير.

وخلال فصل الصيف بدأت الشرطة في Arvika تغريم بعض السائقين الذين يشغلّون موسيقى عالية وحينها تعني الشرطة بذلك انه ليس لديهم مراقبة تامة لحركة المرور عند تشغيلهم للموسيقى. وفي السنة المقبلة نأمل في تغيير في القانون والذي من شأنه حل هذه المشكلة.

وعندما ذكرت التغييرات القانونية للراغرة انزعجوا.

– تقول الشقراء صاحبة الجرار بشكل حاسم: ”لن نتوقف عن القيادة، سوف نخفّض الصوت عندما تأتي الشرطة فقط، انه أسلوب حياتنا ولهذا لن نتوقف”.

مطورة الاعمال في نقابة اتحاد المستأجرين Andrea Nilsson تعتقد أنها مسألة أمنية حيث تتواجد نقابتنا من أجل المساعدة.

– أنا أعتقد أن اللقاء هو الأفضل. إذا تعلّقت الامور في الغالب في المسائل الأمنية فمن الأفضل اللقاء بهم لنتعرف على بعضنا البعض فمن الصعب التشيطن مع من نعرفهم. وفي نفس الوقت يكتشف الناس انًّ الراغرة ليسوا مخيفين وانما أناساً عاديين. إنَّ هكذا اجتماعات تنظم مع نقابة اتحاد المستأجرين، الشرطة ومن الممكن وأصحاب العقارات.

الوقت بعد منتصف الليل، سيارة الراغرة المعطلة ما زالت موجودة وسيارة أجرة سوداء تتوقف على الجسر في Säffle وشخص ما يسال فتاة الجرار إذا كانت لديها مشكلة وتحتاج الى مساعدة. الفتاة ذات الشعر الداكن تقول لي إنها لا تعرف هؤلاء الذين يجلسون في السيارة التي توقفت ولكن هكذا هي الوضعية. الكل يهتم بالآخر ويساعد الآخرين.  شخص ما ينزل من سيارة الأجرة والفتاة الشقراء تشرح له مشكلتها مع صندوق التروس.

– يا للعنه، هل لديك شخص يساعدك في الوصول الى البيت بواسطة السيارة؟

آخرون ينزلون من السيارة، حس العناية والمشاركة لا يمكن أن تنسى.

*الـ Raggare:  وهي ثقافة فرعية تأسست في الخمسينات في السويد. ويشتهرون بحبهم للسيارات الامريكية الكلاسيكية الحمراء وثقافة البوب الأمريكية في الخمسينات.

Artikeln på svenska

Sana Aljazairi

مترجمة وصحفية لـ Hem & Hyra

sana@vnoga.com


Copyright © Hem & Hyra. Citera oss gärna men glöm inte ange källan.