Annons

أربع مئة يوم في سكن مؤقت

Malmö مالمو إنهُ بمثابة سكن مؤقت عند الطوارئ، لكنه شيء مختلف تماماً. التقينا بحسن وزهرة اللذان سكنا مع اطفالهما الثلاثة في واحدة من شقق APTS ما يزيد على سنة. وبلغ الإيجار٤١.٨٥٠ كرون في الشهر.
Foto: Anders Paulsson

 خلف الباب الخارجية توجد مُلصقات تشير أن التدخين داخل الشقة غير مسموحٍ به، وآخر يذكّر بإطفاء الشموع كما هو الحال في الفنادق. الغرفتان مؤثثتان بأثاث إكيا على الأغلب، وتعتبر هاتين الغرفتين بمثابة سكن مؤقت لأولئك الذين لا مأوى لهم. وهنا تسكن زهرة وحسن مع أطفالهما الثلاثة.

إنها واحدة من العوائل التي فرّت من حرب سوريا وجاءت الى السويد خلال موجة اللاجئين. وسكنوا أولاً عند أقاربهم في Nydala في مدينة مالمو أثناء انتظارهم الى تصريح للإقامة. وعندما سُمح لهم بالبقاء في السويد بدأت عملية مطاردتهم للسكن. وقد أصبح كفاحاً ميؤوساً منه بسبب عروضٍ قدمت لهم من أجل شراء عقود ايجار مباشرة. ولو كان لديهم ما بين ٥٠ – ٧٠ الفاً كرون لحصلوا على عقد ايجار مباشر، لكنه من المستحيل.

لكن العائلة وجدت أملها العائلة بشركة Malmö stad عندما واجهت خطر البقاء في الشارع. وتم وضعهم في فندق في Ystad لمدة ١٠ أشهر وبمساعدة من الادارة الاجتماعية، قبل أن ينتهي بهم المطاف في شقة نتواجد فيها نحن الان.

توجد ملصقات مماثلة في شقق APT. الصورة ليست من شقة حسن.

تنادي زهراء ابنها الاصغر أمير، ٣ سنوات، من خلال الشباك المفتوح. مسابقة للدراجة الهوائية تجري في الفناء. لَعِبُ الأطفال وصراخُ النوارس تُسمع في الشقة منذ عام كأنه بيتهم الان. إنه اختلاف كبير بين الفندق في Ystad والشقة هنا. فلديهم مطبخهم الخاص، وحمام كبير يحتوي على غسالة ملابس. إنه ليس بيتهم في الحقيقة وإنما شقة يمتلكون مفتاحها فقط بانتظار عقد الشقة التي طال انتظارها، لكن السعر مرتفع بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بالدفع.

تعيش الاسرة في واحدة من شقق APTS التي تؤجرها في عقد ثانوي وبإيجار ليلة لـ Malmö stad. وتستأجر APTS شققها من مالكي عقارات خاصة. وكل يوم يتم تبذير ١٣٩٥ كرون من الضرائب التي تدفع من قبل الناس، وهذا يعني أن الايجار يبلغ ٤١٨٥٠ كرون شهريا بدلا من ٩٣١٣ كرون في الشهر. ولكن كم تدفع الادارة الاجتماعية من أجل شقة هذه الاسرة؟  لكن هذه العائلة لا تعرف مقدار ما يُدفع. ويدارُ هذا الموضوع من قبل شركة Malmö stad.

كما كشفت صحيفتنا  Hem & Hyra أن شركة Malmö stad  تدفع ايجارات شهرية مضاعفة من أجل ايجاد سقف للعوائل المشردة. إنها الضرائب اليومية المقصودة، والتي تقارن بأسعار الفنادق على الرغم من أنها شقق عادية للإيجار. مالكوا الشقق، أو الوسطاء، يقومون بتقديم حلول سريعة للمشاكل الملحّة. والاشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل يعتبرون من أضعف الفئات في المجتمع، بعضها يفتقر الى شبكات المعارف وبعضها الاخر وافد جديد الى السويد ولديهم مشاكلهم الاجتماعية، كزهرة وحسن، حيث وجدوا أنفسهم بدون سكن.

يعيش ١٠٠٠ شخص كل يوم بدون مأوى في فندق او ما يشابهه من سكن، على حساب Malmö stad.

 – لم يكن يتوجب علينا أن نستخدم هذا النوع من الحل، وخصوصا عندما يتعلق الامر بحجم التكاليف.

هكذا علّق سيدات عاطف المسؤول والمستشار في مجلس المحافظة من حزب الاشتراكي الديمقراطي على صفقات الشقق عندما سمحنا له بالمشاركة في تحقيقنا.

– يتعين علينا في بعض الاحيان أن نتخذ حلولا غير مثالية نظرا لمشكلة النقص في السكن وعدد الناس المتزايد بلا مأوى. لدينا دائرة الخدمة الاجتماعية التي عملت من أجل حل الوضع ليلةً بعد أخرى. وكانت الحلول سيئة ومكلفة في بعض الاحيان. إنه الجنون بعينه.

تبحث كل من زهرة وحسن عن سكن بشكل منفرد عن طريق طابور شركة السكن الاقليمية Boplats Syd ولكن دون جدوى حتى الان.

– يقول حسن:” لقد وقفنا في صف الانتظار لمدة عامين دون أن نجد اي عرض لنا.

وعندما أخبرنا حسن بأن ٩٠ ألف شخص يقفون في صف الطابور تجمّد في مكانه.

في القاعة الفسيحة يوجد سرير بطابقين لأبنيه الاكبر سناً والعاب ملونة مرنة معلّقة على حافة السرير وتنتظر معهم الانتقال. وفي الغرفة نفسها يوجد سرير الوالدين وفراش آخر لابنهما الثالث الصغير أمير. إنّ الشيء الوحيد غير الجيد هنا هو أنَّ الشقة لا تكفي لعائلة مكونة من خمسة افراد. ولو تواجدت غرفة نوم إضافية لكان الوضع مثاليا، ولا يهم أين تسكن العائلة. وحيث توجد مساحة للحلم بشيء اخر، فاحتياجات الافضل تأتي في المقدمة.

– يقول حسن:” إن أهم شئ بالنسبة لنا أن يكون الأطفال بخير ويشعرون بالأمان”.

وكان هناك وضع آخر عندما عاشوا في فندق في Ystad، في غرفة صغيرة مع مطبخ وحمام مشتركين. ومن أجل الاطفال حافظوا على الممارسات الروتينية، كي لا يخسروا زملائهم في المدرسة وروضة الاطفال. وكان الحل هو السفر ٦ اميال* في القطار والباص كل يوم ولمدة ١٠ أشهر.

– تقول زهرة.” الوضع هنا أفضل بكثير، ليس كغرفة الفندق الصغيرة. حيث لا نتشارك في المطبخ والحمام مع الاخرين، والاطفال أقرب الى اصدقائهم”.

يصف حسن يومه المحموم كما يتصوره الاخرون، مع ايصال الاطفال الى المدرسة ومن ثم ارجاعهم الى البيت في مساءات متأخرة. لكنهم يجتمعون في نهاية الاسبوع.

توجد خمسون شقة تتحكم فيها APTS في جميع أنحاء مالمو.

– يقول حسن:” ايام السبت تخصّ العائلة، فنحن نتواجد كثيرا خارج البيت، نذهب الى متنزه الشعب Folkets park أو الى اي ملعب. لعدم توفر الوقت الكافي للقاء بعضنا البعض في ايام الاسبوع العادية”.

يحصل الوالدان على ما يسمى (بتعويض الترسيخ) من قبل مكتب العمل ويقومان بالتركيز بشكل كامل على خلق حياة لهم في السويد: كتعلم اللغة السويدية والحصول على فرصة للعمل. حسن لحّام وزهرة تريد أن تكون محللة في الطب الحيوي.

– يقول حسن:” إنه ليس بالأمر الصعب ولكن على المرء ان يكافح من أجل العمل بشكل كبير.

تشعر العائلة بالراحة والمتعة في الشقة كما يشعرون برعاية شركة الشقق APTS حيث قاموا في البدء بزيارات قصيرة لكنها قلّت الان.

– تقول زهرة:” جاءت سيدة الى هنا وبقيت لفترة قصيرة، جلست على الاريكة وذهبت، كانت لطيفة جداً”.

– يقول حسن:” في البداية كانت تزورنا هذه المرأة مرّة كل شهر، وبعدها كل شهرين. أما الان فيأتي الحارس إذا اتصلنا بهم وقمنا بالإبلاغ عن شيء ما،  قد لا يعمل”.

وما هو المستقبل اذن؟ إنه يقع بشكل كامل بين أيادي Malmö stad طالما الطابور الذي نلتزمه لا يوفر اي نتائج.

– يقول حسن:” وَعَدنا مسؤولونا بشقة أكبر ذات اربعة غرف. ولكن متى يتحقق هذا لا نعلم”.

تعليق: تريد العائلة ان تكون مجهولة والاسماء الواردة في المقال هي ليست اسماؤهم الصحيحة.

الميل السويدي يساوي ١٠ كيلومترات

Artikeln på svenska

Sana Aljazairi

مترجمة وصحفية لـ Hem &Hyra

sana@vnoga.com


Copyright © Hem & Hyra. Citera oss gärna men glöm inte ange källan.