فرحيو نور تعمل من كلّ قلبها من أجل خلق الامان في فيفالا
تقفُ فرحيو خارج مكتبة فيفالا، وتنظرُ للمركز الذي يتواجدُ فيه عدد قليل من الأشخاص، أقلَّ بقليل من المعتاد، الاّ أنَّ عينيها وأذنيها مفتوحتان على مصراعيهما، فهي واحدة من بين عشرة أشخاص يعملون لدى شركة العقارات Västerporten كراعية للآمان.
وفي اصدار سابق (لهيم اوك هيرا) شرحنا عن وظيفة راعي الأمان في فيفالا والاختلاف بينهم وبين راعي الامان في يتبوري، فقد تعرّض راعي الامان في يتبوري الى انتقادات جرّاء تقديم تقارير الى الشرطة، أمّا في أوريبرو فإن رعاة الامان فيها يملكون شبكة واسعة من الاتصالات مبنية على الثقة والاحترام والحوار.
تَتقدمُ فتاة صغيرة نحوَ فارحيو وتَحضُنها، فهي ستشتري بعض الفاكهة والخضروات في فيفالا، و اليومَ هو يوم الجمعة.
– البعض يناديني بوالدة فيفالا، تخبرنا فارحيو مبتسمة.
يصفوها بالأمٌّ مزعجة إذا سألت المشاغبين أو المراهقين الذين لا يريدون أن يزعجهم أحد. وحتى لو لم يتوجب عليهم إبلاغُ الشرطة فهم يخلقون الأمن من خلال إزعاج أولئك الذين يتسببون في انعدامه في المنطقة.
– لقد تم استدعائي من قبل السكان الذين لا يجرؤون على الذهاب إلى غرفة الغسيل لأن هناك أشخاصاً يجلسون ويدخنون الحشيش فيها، وتروي لنا أنَّها ذهبت عدة مرات إلى غرف الغسيل وشرحت بلطف و بحزم أن غرفة الغسيل ليست هي المكان المناسب لهذا النوع من النشاط، ومن النادر ما يجلس هكذا اشخاص في المكان هذا.
– إنهم يعرفون أننا قادمون، كما تقول.
يأتي زميل فرحيو، محمد موسى، وهو في إجازة بعربة أطفال عبر المركز ويتوقف للحديث قليلاً.
– إذا رأيت شيئاً ما يحدث، أتدخل حتى لو كان لدي عطلة، ويقول إنني أعيش هنا وأريد أن أكون جزءاً يقوم بإحداث فرق في المنطقة.
لكن الامور خطرة، ففرحيو تخبرنا عن الوقت الذي غَضِبَ منها أحد المدمنين وقام بركلها، واتصلَ نفس الشخص بها فيما بعد طلباً للمساعدة.
– أراد التوقف عن تعاطي المخدرات والبدء في العمل، ونصحتهُ بالذهاب إلى المركز الطبي وإخبارهم بصدق عن مشاكله، واليوم يملك الشخصُ وظيفة.
تقول فرحيو: جميعُ الناس يرتكبون الاخطاء وبالتالي عليك أن تعمل من القلب وان لا تطلق الاحكام عليهم.
إتجهنا الى ملعب كرة القدم حيث يلعب بعضُ الاشخاص عند الغروب، توقفت فرحيو.
– حزنتُ جداً عندما رأيت شباباً يُكسّرون الأشياء في منطقتنا، وسألتهم: ”لماذا ترمون الحجارة على مدرستنا وحافلتنا وشرطتنا؟ هذه أشياء نحتاجها جميعاً في المنطقة. ولاحظتُ شعورهم بالخجل الا انهم برروا افعالهم بالغضب وعندها طلبت منهم كتابة الاشياء التي تشعرهم بالغضب وسلمتها الى البلدية.
تقف فتاتان في مركز الترفيه على خشبة المسرح وتغنيان أمام جمهور متفاعل في مسابقة المواهب الليلة الذي يّعجُّ بالنشاط.
– يبقى الشباب عندما تعود العائلات إلى ديارها ومن ثم تحدثُ الفوضى، نحن نتعقبهم ونتصل بالوالدين إذا لزم الأمر وهم ممتنون للغاية ويأتون على الفور ويأخذون أطفالهم، الآن بدأ الآباء أيضاً في الاتصال بنا كي نساعدهم، واصبحَ الهدوء ملحوظا الان.
وتشككُ فرحيو احياناً في وظيفتها وتسألُ نفسها فيما اذا كان الامر هذا يستحق مواجهة التهديدات، والعنف، وسماع إطلاق النار، وومناداتها بالمُخبرة: فهي تخاطر بحياتها للحفاظ على فيفالا آمنة بعد فرارها من الحرب في الصومال؟ وهي أم عازبة لديها ستة أطفال؟
تقول: لدي مدراء متفهمين للغاية وهم يساعدونني على الرغبة في الاستمرار وأعلم أنها وظيفة تحدث فرقاً وأنا أحب فيفالا والناس هنا.
- تعيش العديد من العائلات ذات الاطفال في فيفالا، وبالتالي فإن غالبية السكان هم من الشباب.
- 40 بالمائة من سكان فيفالا تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
- 32 بالمائة من سكان فيفالا تتراوح أعمارهم بين 25 و 49 سنة.
(المصدر: أرقام بلدية أوريبرو 2018)
1. تم الانتهاء من بناء المنطقة عام 1970.
2. يتكون اليناء من طابقين مع فناء أو شرفة ومبنى شاهق في الوسط تم الانتهاء من بناءه في عام 1990.
3. مركز فيفالا هو مركز داخلي فيه متاجر ومطعم ومقهى ومركز صحي وشرطة محلية ومكتبة وعيادةأسنان عامة ومدرسة شعبية ثانوية.
