في مدرسة بوسكولان يتعلم محمد أشياء تتعلق بغرفة غسيل الملابس و عن القمامة

تُظهر الصورة في هاتف محمد كيف كان يعيش قرابة 50 عاماً في سوريا، فمنزله يُطلُّ على واد خصب تحيط به جبال عظيمة وجميلة، ولهذا من السهل أن نفهم أنه يأمل بالعودة يوماً ما إلى منزله في قرية عكو بالقرب من بلدة اللاذقية الساحلية.

يقول محمد البالغ من العمر 54 عاماً، ”إنه منزلي، لقد عشت فيه منذ أن كنت طفلاً”.

لكن الحرب حلّت على سوريا وهو يعيش الآن في شقة في ديجرفوش مع عائلته. حياةٌ أخرى، ووجود آخر، وطريقة عيش مختلفة تماماً.

محمد هو واحد من 25 مشاركاً في مدرسة بوسكولان ديجيرفوش، التي تنظمها جمعية إتحاد المستأجرين مع شركة الإسكانالتابعة لبلدية ديجيرفورش (Degerforsbyggen). هنا، وباختصار ، يتعلّم المرء كل ما يتعلق بالمستأجر والعيش في شقة مُستأجرة، و الكثير عن حقوق وواجبات المستأجر.

.Håkan Jivesand

قائد الدورة هو (هوكان يفساند) من جمعية اتحاد المستأجرين، والذي يبدأ هذا اليوم موضوعه عن الحشرات وكيفية التعامل معها، إذا وجد المستأجر في شقته مثلاً فئران وصراصير ، حيث يجب عليه الاتصال بالرجل الواقف بجانبه اي اندرياس مير.

– ”ستحصلون على مساعدة”، يَعدهم اندرياس، مصرّف الاعمال في شركة السكن. 

يجتمع المشاركون الذين يستأجرون من شركة الإسكان نفسها للمرة الرابعة، وهناك شعور بأنهم يعرفون بعضهم البعض، ويطغي على مزاجهم نبرة المزاح والاسترخاء. 

– ”عليك أن تمزح وتحكي طرفة”، هذا ما  أوضح لنا هاكان قبل أن يبدأ الدرسُ، ”والا لن يتعلم الناس شيئاً”. 

إنه لا يرفض التحدث بصراحة، فهو يوضّحُ أنه ليس من المقبول رمي الأثاث في غرفة القمامة و يجب ألا تضع الدراجات وعربات الأطفال في مداخل السلالم، وعلى المرء مراعاة جيرانه وعدم التحدث أو تشغيل الموسيقى بصوت عال جداً.

تظهر صورة مرسومة لغسيل الملابس على السبورة.

– غرفة غسيل ، أنتم تعلمون ما هي …

يقوم هوكان بالتمثيل ويبدأ الجميع بالضحك، حسناً، لقد تحدثوا عنها عدة مرات و ما مدى أهمية الحفاظ على الوقت والتنظيف بعد الانتهاء من استعمالها. 

يعتقد محمد ويليوس أنه تعلم الكثير من خلال هذه اللقاءات. 

– وأنا أحب النظرة التي يمتلكها المرء في السويد، اي لا تتحدث بصوت عالٍ، ولا ترمي القمامة على أرضية غرفة القمامة وأن تدع الأطفال يركضون، ففي سوريا ليس لدينا نفس الاحترام لجيراننا.

.Henderin Khalaf

هندرين خلف من سوريا أيضاً، تشير إلى وجود اختلاف في كيفية قضاء الوقت مع الجيران في الوطن مقارنة بالسويد.

– في سوريا، يجتمع الجيران كثيراً، نشرب القهوة، نتحدث ونشوي الاكل معاً، ليس كما هنا، تخبرنا هندرين مقيمّة المقياس (المعيار) السويدي في العمارات السكنية. 

– المطبخ جيد جداً ولايبرد البيتُ ابداً. 

بدأت مدرسة بوسكولان في ديكيرفوش في الربيع الماضي وهي في جولتها الثالثة، ومن المخطط أن يستمر هذا المشروع. حتى الآن، لم تلاحظ  شركة (Degerforsbyggen) أي نتيجة ملموسة للاستثمارهذا، فعلى سبيل المثال، لا تزال هناك مشاكل في التعامل مع القمامة والاشياء في السلالم. 

الاّ أنَّ اندرياس مير غير قلق:

–  سيستغرق الأمر سنة ونصف على الأقل حتى ترى نتائج ملموسة، ولكن بمجرد أن يستقر الموضوع في عقولهم، سيكون هناك فرق كبير

إقرأ المقال بالسويدية